Explication du hadith choisi concernant l'envoi du Prophète élu

Abu Shama d. 665 AH
73

Explication du hadith choisi concernant l'envoi du Prophète élu

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

Chercheur

جمال عزون

Maison d'édition

مكتبة العمرين العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الشارقة/ الإمارات

فَهَذَا نَص فِي الِاسْتِفْهَام، لَكِن اللَّفْظ الَّذِي فِي " الصَّحِيحَيْنِ " يبعد أَن يكون استفهاما بِسَبَب زِيَادَة الْبَاء فِي خبر الْمُبْتَدَأ فَلَا يجوز أَن تَقول: زيد بقائم، وَإِنَّمَا هَذَا من خَصَائِص النَّفْي، وَهَذَا على قَول أَكثر النَّحْوِيين. وَحكي عَن أبي الْحسن الْأَخْفَش مِنْهُم أَنه أجَاز ذَلِك وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى: ﴿جَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا﴾ وَقَالَ: الْخَبَر مثل الْمُبْتَدَأ، فَكَمَا جَازَ زِيَادَة الْبَاء فِي الْمُبْتَدَأ نَحْو: بحسبك زيد، جَازَ زيادتها فِي الْخَبَر، فعلى مَذْهَب الْأَخْفَش تتفق رِوَايَة " الصَّحِيحَيْنِ " وَرِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَيكون معنى الِاسْتِفْهَام: أَي شَيْء أَنا قارئه، فَإِن قُلْنَا: إِنَّه اسْتِفْهَام فَظَاهر من حَيْثُ أَن حَاله ﷺ حِينَئِذٍ كَانَت تَقْتَضِي ذَلِك، وَإِن قُلْنَا: أَنه نفي على الْمَعْنى الثَّانِي فَظَاهر أَيْضا لِأَنَّهُ ﷺ كَانَ أُمِّيا، وَإِن قُلْنَا: هُوَ نفي بِالْمَعْنَى الأول فقد بَينا وَجه امْتِنَاعه وَهُوَ خَوفه من عَارض يلم بِهِ، وَيحْتَمل أَن يكون قَوْله أَولا: استفهاما، فَلَمَّا لم يجد بدا من الِامْتِثَال أنصت فَتلا عَلَيْهِ الْملك. قَوْله: " فأخذني فغطني ": هَكَذَا رِوَايَة " الصَّحِيحَيْنِ " بالغين الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة، وَرُوِيَ بالثاء الْمُثَنَّاة من فَوق فِي مَوضِع الطَّاء، تعاقبت: الطَّاء والثاء على هَذِه اللَّفْظَة لقربهما فِي الْمخْرج، ويروى: " سأبني " و" سأتني " بِالْبَاء الْمُوَحدَة بعد الْهمزَة، وبالتاء الْمُثَنَّاة فَوق، وبالسين الْمُهْملَة فيهمَا، وَالْكل بِمَعْنى الخنق

1 / 115