Commentaire sur les Aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
التفسير: * هذا (217) الفصل يشبه أن يكون متصلا بالفصل المتقدم كما قاله جالينوس لأنه ينتظم شرحه. فكأنه يقول * ومن (218) كان من الصبيان أقوى شهوة، فهو أقل احتمالا له، لأن ما كان من الأبدان في النشوء، فهو أكثر حارا غريزيا. وافهم من * الحار (219) الجوهر الحامل * للحرارة (220) * الذي له الحرارة (221) الغريزية، لا نفس الحرارة التي هي الكيفية. وهذا الجوهر في الصبيان أكثر منه في غيرهم * لأنهم (222) أقرب عهدا بالكون. وذلك أن الكون إنما يتم من مبدأ حار ورطب، وهو الدم والمني والروح، إلا أن الإنسان من * حين (223) يوجد وإلى أن يفنى لا يزال يزداد يبسا تتحلل الرطوبات * ويزداد (224) بردا بفناء الحرارة، إذ الرطوبة الطبيعية تجري من الحرارة الغريزية مجرى المادة ، كالدهن للسراج والوقود للنار. وإذا كان الأمر كذلك، فالحار الغزيري يوجد في الصبيان على أكثر ما يمكن أن يكون عليه. ولذلك يحتاجون PageVW0P013B من الغذاء إلى أكثر * ما (225) يحتاج إليه سائر الإنسان. وأما المشايخ، فلأنهم أقل الناس حارا غريزيا، فإنهم إذن أقلهم حاجة إلى الغذاء من غيرهم. وأما المتوسطون، * فحاجتهم (226) متوسطة في ذلك. وقد ظن بعض أن بقراط عنى بالحار الغريزي كيفية الحرارة دون الجوهر، ثم زعموا أن كيفية الحرارة في الشبان أقوى * إذا وأكثر (227) حارا غريزيا. وغلطوا في هذا لأن أبقراط عنى بالحار ما ذكرنا من جوهر الحار دون الكيفية. وجوهر الحار الغزيري جوهر هوائي * لذيذ (228) غير لذاع كما هو عليه الحال في الصبيان. وأما الشبان، فلأن رطوبتهم قد نقصت عما في الصبيان. فجوهر الحار فيهم أقل، إلا أنه أقوى سورة من جهة أن كيفية * الحرارة (229) قد خرجت فيهم إلى الفعل لأنها كانت من قبل مغمورة PageVW5P010A بكثرة الرطوبة. ولذلك فهي أحد وأكثر دخانية، ومن قبل هذا، صار ما يتحلل من الصبيان. فهو عذب من جوهر البخار الهوائي الرطب، وصار ما يتحلل من الشبان أكثر دخانية PageVW0P014A وحدة ولذعا. وإنما استشهد أبقراط بقلة حرارة الحمى في المشايخ على قلة الحار الغزيري فيهم لأن الموضوع لهما، أعني الحار الغزيري والحار الغريب، واحد. * فبحسبما (230) يوجد مستعد القبول الواحد منهما، يقبل االآخر. وهاهنا سها الرازي أفحش سهوا، فظن بالحار الغزيري أنه والحار الغريب واحد بالنوع. وإنما يختلفان بالنسبة. فمتى كانت نسبته إلى الرطبوبة بحيث ينشرها إلى سطوح البدن ولا يفرط في تحليلها ويفعل * الهضم والطبخ (231) والنضج، كان غريزيا. ومتى كان يتبدد ويفعل التنشيط والتعفين والإحراق، كان غريبا. ولهذا صارت حرارة الشبان تنقلب في الحمى إلى حرارة محرقة وحرارة * المشايخ (232) إلى حرارة غير حادة. ولم يعلم أن الحرارة الغريزية * تكون (233) راجعة إلى القوة عند خروج الحرارة الغريزية إلى الفعل في الحمى. وإنهما لو كانتا واحدة في الذات، لزم * منها (234) * كثرة الحرارة الغريبة بالحار (235) الغريزي في أي وقت كان، ولو في الحمى PageVW0P014B أن لا تفعل التنشيط والتعفين ، بل النضج والهضم. وقد تكلمنا في هذا * القول (236) الشك في أواخر شكوك حيلة البرؤ * وفي (237) كتابنا في النقض على الرازي شكوكه على جالينوس.
16
[aphorism]
قال أبقراط: الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون بالطبع، والنوم أطول ما يكون. فينبغي في هذين الوقتين أن يكون ما يتناول من * الأغذية (238) أكثر. وذلك أن الحار الغريزي في * الأبدان (239) في هذين الوقتين كثير. ولذلك * يحتاج (240) إلى غذاء كثير. والدليل عليه أمر الأسنان والصريعين.
[commentary]
التفسير:هذا الفصل يتضمن تقدير الغذاء بحسب أوقات السنة. * وكما (241) أن الدستور في تقديره بحسب الأسنان * كان (242) الحار الغزيري، أعني أن ما كان من الأسنان أكثر حارا غزيريا، كان أمس حاجة إلى الغذاء، كذلك الأمر في أوقات السنة. وإنما صارت الأجوف أسخن في الشتاء سخونة بالطبع وبعده في الربيع لأن البرد يكثف سطوح الأجسام، * فيحتقن (243) الحار الغزيري PageVW0P015A داخلا * فيها (244) فيتوفر، ولأنه * يكون (245) راجعا إلى داخل بسبب الضد الوارد عليه كما يبرز في الصيف إلى المجانس له فينفش. وافهم هذا فيما كان من الحيوان قوي الحرارة غزير الدم، فإنه يعرض له أن تنحصر الحرارة فيه كامنة في الداخل * وتجتمع (246) ، فتقوى صنيع الإستحمام بالماء البارد. * فأما (247) ما كان من الحيوان قليل PageVW5P010B الدم يسير الحرارة، فإنه يبقي في الشتاء خدرا كالميت إلى أن تعاوده الحرارة في الصيف. ولأن الحار الغريزي هو الفاعل للأفعال كلها سيما الطبيعية منها، * إذ (248) هو الآلة للفاعل * في (249) أفعاله أجمع. فإنه إذا اجتمع في داخل الأبدان في الشتاء وقوي حاد الاسمراء وتولد الدم ودفع الفضول وبهذايتم الأغتذاء. ومن قبل ذلك تزداد الشهوة للطعام ويسمن البدن. ومما يعين على توفر الحرارة في الأجواف في الشتاء استفاء النوم بسبب طول الليالي. وذلك أن ظلمة الليالي جالبة للنوم لأنها مانعة من التصرفات PageVW0P015B البصرية. ولهذا تغمض الإنسان عينيه متى طلب من نفسه النوم. والحار الغزيري يجتمع في بواطن الأبدان عند النوم، فيتوفر الهضم وسائر الأفعال الطبيعية. وقد يظن أن التحلل يقل في الشتاء لتكاثف سطوح * الأبدان (250) بسبب برد الهواء. فيجب أن تقل الحاجة فيه إلى الغذاء، وأن لا تتحلل الفضول على ما ينبغي. والدليل على * ذلك (251) قلة العرق في الشتاء وكثرته في الصيف. وليس الأمر على ما ظنه هؤلاء لأن التحلل إنما يوجد صادرا عن فاعل يقوى في الشتاء. فهو لذلك يلطف الجوهر تلطيفا أكثر ويحلله عفوا تحليلا * خفيا (252) . * ولذلك (253) فإن الحاجة * إلى الغذاء في الشتاء (254) تزيد على ما كانت عليه في الصيف حتى إن لم يتناول ذلك، غلب البرد على الأبدان ووجد * من (255) ذلك الضرر العظيم. ولهذا لم يقنع * أبقراط (256) بقوله إن الحار * في الأبدان في الشتاء (257) أكثر حتى أمر بأن يكون ما يتناول من الغذاء أكثر. * فلهذا (258) نجد الأبدان في الخريف PageVW0P016A قضافا قليلة الدم. ثم نجدها * مخصبة (259) في الشتاء وتغزر دماؤها حتى أنه يحتاج في الأكثر إذا كان الربيع وانبسطت الدماء في العروق حتى لا تسعها * العروق (260) أن يخرج الدم. وإلا، ولد عللا دموية. وأما الفضول فإن ما تلطف منها يتحلل تحللا خفيا. والذي يبقى غليظا لايتحلل. وقد كان يخرج بالعرق في الصيف لسعة المسام تدفعه الطبيعة مع مائية الدم إلى ناحية الكلى. ولذلك يعزر البول في الشتاء زيادة على ما كان في الصيف ويرسب فيه أكثر مما كان يرسب قبل ذلك. * وأما (261) العرق الذي يوجد في الصيف، فليس ذلك مما يجمد إذا كان البدن يجري أمره المجرى الطبيعي. بل العرق إنما يوجد في الحمام أو في الرياضة الشديدة أو في الصيف. فإنما يوجد لجاذب يستكره على الخروج. وجميع ما قلنا في الشتاء، فافهم مثله في أوائل الربيع وفي جملته متى كانت جملته باردة شبيهة بالشتاء. وقد استشهد أبقراط على أن الحاجة إلى الغذاء PageVW0P016B إنما هي بمقدار الحار الغزيري بالأسنان والصريعين. أما الأسنان فقد تبين أن ما كان منها أكثر حارا عزيريا PageVW5P011A ، فهو أحوج إلى الغذاء من * غيره (262) . * وأما الصريعون، فإنهم باستعمالهم الرياضة، أكثر حارا غزيريا من غيرهم (263) . فهم لذلك أحوج الناس إلى كثرة الغذأ وأقدرهم على أن يتناولوها. وقد سهى الرازي في هذا الباب، قائلا بأن الأجواف لا تكون أسخن في الشتاء منها في الصيف. وأن ذلك إنما يوجد بحسب النسبة، كالبول الذي * يحس (264) خارج الحمام حارا وداخله باردا. وقد نقضنا هذا في حلنا شكوكه على جالينوس.
17
[aphorism]
قال أبقراط: أصعب ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف * والخريف (265) . وأسهل ما يكون احتماله عليها في الشتاء ثم من بعده في الربيع.
[commentary]
Page inconnue