154

[aphorism]

قال أبقراط: "إذا مضى بالقرحة حولا ومدة أطول من ذلك وجب ضرورة أن يتبين منها عظم وإن يكون موضع الأثر بعد اندمالها غائر."

[commentary]

التفسير: "القرحة إنما تمتد حولا أو أكثر من ذلك لا يندمل أو ينتقص بعد الإندمال من غير خطأ من الأطباء لأحد ثلثة إما لعظم فاسد في موضعها أو لرطوبات رديئة تجري إليها أو لسوء مزاج رديء يصير في ذلك الموضع والعرق بينهما إذا كان عظم فاسد أو خلط رديء أو سوء مزاج إن مع العظم الفاسد ربما يندمل القرحة مرات لصحة اللحم الذي حواليها ثم ينتقص بصديد رقيق بفضل من العظم ويجري قليلا قليل من ذلك الموضع ثم يرم من الرأس ويتولد فيه المدة ويتغور الموضع حتى يتبين العظم. وأما مع الرطوبات وسوء المزاج فليست تندمل ما لم يصلح أمر * السبب (98) المانع وأيضا فإن الموضع من العظم الفاسد لا يكون واسع الغور حسب ما يكون مع الأخرين ويكون اللحم الذي على حواليها صحيحا صلبا. وأما الأخران فموضعهما واسع فاسد اللحم الذي حواليه ولا يزال يزداد ان سعته وردائته لأن القرحة اصناف فمنها ما يسعي في سطح البطن ولا يتجاوز الجلد ويسمي نملة ونار فارسي ومنها ما يسعي فيما دون PageVW3P092B الجلد من اللحم ويسمي آكلة، ومنها ما يكون مع خشكريشة والتهاب قوي فيما حواليها ويسمي حمرة، ومنها ما يكون مع عفونة ويكون عند ذلك مركنة إذا القرحة شيء والعفونة شيء أخر. فإن بقراط عنى بالقرحة في هذا الموضع ما كانت عارية عن هذه الأعراض وبرؤ القرحة التي فيها عظم فاسد يتم بإخراج ذلك العظم، وذلك بأن يزال اللحم بالدواء الحار ثم يقلع العظم إلا أنه يبقي بموضع القرحة غور بعد اندمالها بحسب الجزء الذي ذهب، فإن لم يكون العظم فسد كله بل تأكل سطحه وتفيت فقط ويجب أن يحل الموضع الفاسد منه كله ويحك اللحم ثم يعالج بما ينبت اللحم."

44

[aphorism]

قال أبقراط: "من أصابته حدبة من ربوا وسعال قبل أن ينبت فإنه يهلك."

[commentary]

التفسير: "الحدبة إذا حدثت من تلقاء النفس من غير سقطة ولا ضربة فإنه بإخراج يخرج في مقدم الفقارات. فإن جذب فقارة واحدة أو فقارات متوالية إلى داخل حدث تقصع في الظهر من خلف. وإن كان جذبه الفقارات لأعلى التوالي وجد بجذبه باب في الظهر لأن الفقارات التي هي المتجذبةه منها إلى داخل وإلى خارج وهذا الخراج متى كان صلبا لا يتصح ولا يتقيح فقد يمكن أن يعيش صاحبه مدة ما وإن كان عظيما وفي موضع دي خطر كان ما يحدثه من عسر النفس شديد بسبب الضيق الحادث لإنحناء؟CB1 199 A الإضلاع أولا ولشغل الخراج فضاء الصدر ثانيا وبالجري أن يكون لذلك مهلكا. وإن كان بحيث يجمع المدة فإذا انفجر وصار منه شيء إلا قصبة الرئه أحدث السعال وكان هلك لصاحبه لما يحدثه من الضيق في قصبة الرئه وذلك أن الضيق يتوفر حينئذ على الرئه داخلا وخارجا وواجب إذا كان هذا حادثا بمن لم يدرك بعد أن يكون أقبل له لأن القلب والرئه إذا لم ينم ما يحيط بهما من الإضلاع بما سائر البدن بسبب الخراج فبالجري أن يهلكه سريعا ولأن النفس الذي يعظم ويتواتر شديدا فيمن يحظر أو يرتاض رياضة شديدة يسمي ربوا. وكان النفس يصير في صاحب الخراج كذلك فبالجري قال بقراط من PageVW3P093A أصابته حدبة من ربوا وسعال قبل أن ينبت فإنه يهلك."

45

Page inconnue