169

Commentaire sur les sections d'Hippocrate

شرح فصول أبقراط

الشرح: قد فهم جالينوس من هذا ما أقوله: إذا كانت النوائب كلها تأخذ في وقت واحد، كأنه قال: إذا كانت النوائب تبتدئ كلها في وقت واحد. وأما B تركها فليكن في أي وقت كان، فإن البحران يكون عسرا، واستدل على ذلك بالتجربة وبالقياس؛ وهو أن المرض إذا كان ثابتا على حالة واحدة دل على أن (205) مادته غليظة قليلة الحركة، وذلك يوجب كون البحران عسرا. وفهم جماعة من المتقدمين من هذا أنه إذا كانت النوبة تفارق مثلا في الساعة الثانية، كان أخذ النوبة الثانية في تلك الساعة، وأما النوبة الثالثة فلا تأخذ فيها، بل في الساعة التي تفارق فيها النوبة الثانية. ولا شك أن هذا المعنى ظاهر من لفظ أبقراط ومستغن عن التأويل، لكن جالينوس رد عليهم بأنهم لم يأتوا على ذلك بقياس، قال: ولا تجربة تدلهم على ذلك. ونحن نقول: إن عنى بذلك أنه لم يجرب بنفسه تجربة تدل على ذلك، فهذا مسلم، ولكن لا يمنع كون التجربة دالة عليه، فقد يكون أولئك القوم جربوا فوجدوا الأمر A كذلك. وإن عنى أن نفس التجربة تكذبهم، أو أن التجربة لا تصدق قولهم، فهذا ممنوع؛ فإنا قد شاهدنا جماعة أصابهم حميات على هذه الصورة وكان مرضهم يطول، وظاهر أنه إذا طال المرض كان بحرانه عسرا. ثم إنا لم نجد أحدا مات بهذه الحمى، فكذلك -فيما أظن- لم يدم منها إلا أن البحران يكون عسرا. ولعله وجد من كان كذلك ولم تطل حماه؛ فلذلك لم يقل إن ذلك يدل على طول الحمى لو لم يجد ذلك، إلا أن كلامه في البحران وما يدل على جودته ورداءته؛ فلهذا لم يتعرض لكون المرض يكون طويلا أو قصيرا. وأما أنهم لم يأتوا على ذلك بقياس، فلعل ذلك لأنهم علموا أن القياس على ذلك متعذر، أو لأنهم عجزوا عن ذلك وإن كان ممكنا. وأما قياس جالينوس فهو مشكل؛ وذلك لأنه لا يلزم من كون أوقات ابتداء النوائب واحدة أن يكون المرض باقيا على حاله، فقد B يظهر الاشتداد والانتقاص في شدة الحمى وضعفها، وفي طولها وقصرها، من دون تقدمها أو تأخرها.

[aphorism]

قال أبقراط: صاحب الإعياء في الحمى، أكثر ما يخرج به الخراج في مفاصله وإلى جانب اللحيين.

[commentary]

Page 197