189

[commentary]

الشرح (268): سقاقيلس (269) يقال حقيقة على فساد العضو، وغانغرايا (270) مقدمته، ويقال مجازا على ورم فلغموني من دم عفن في جوهر الدماغ وهو المراد ههنا، ولهذا قال: "العلة التي يقال لها سقاقلس (271) * ولم يقل سقافلس (272)" ومثل هذا الورم لا يصبر عليه عضو رئيس * رطب شديد القبول للفساد (273) أكثر PageVW2P180A من ثلاثة أيام، فإن جاوزها فإنه يبرأ، لأنه لم يجاوزها (274) إلا لقوة قوية جدا.

[aphorism]

قال أبقراط (275): العطاس يكون من الرأس إذا سخن الدماغ ورطب الموضع الخالي الذي يكون في الرأس، فانحدر الهواء الذي فيه فسمع له صوت؛ لأن نفوذه وخروجه يكون من موضع ضيق.

[commentary]

الشرح (276): معناه: العطاس يتكون من الرأس على هذه الصفة، لا أنه (277) PageVW0P194A لا يكون إلا من الرأس، بل إنه إذا كان من الرأس فهو يكون بهذه الصفة، وهي أن يسخن الرأس، أعني بذلك دفعة، كما يعرض عند التعرض للشمس الحارة (278) أو استنشاق (279) الأشياء الحارة، ويعرض له عن هذه السخونة رطوبة تسيلها. ويعني (280) بالموضع الخالي: البطن الحاوي للدماغ، فيعرض من ذلك (281) إيذاء الدماغ، إما بأن يتولد من تلك الرطوبة ريح، أو بأمر آخر، ويحوج ذلك إلى PageVW2P180B انقباض الدماغ لدفعه مع الهواء المجذوب بالاستنشاق، وإذا اندفع المجموع -واندفاعه (282) يكون من موضع ضيق- حدث منه الصوت المعروف. والمقصود بالهواء المجذوب: الاستعانة على الدفع، فإن المتولد من الريح يكون قليلا (283)، فلا تتمكن القوة من دفعه ما لم يكن الهواء الخارجي. فإذا كان مع التسخين قبض، كان حدوث العطاس أكثر، لأن القوة القابضة تعين على حبس ما يتولد من الريح، فيكون إيذاءها للدماغ أكثر. ولما كان المورد مركبا من جزء حار وجزء قابض لا جرم صار يولد العطاس، ولكن PageVW1P097B لضعف قوتيه (284) المسخنة والقابضة إنما يولد ذلك في الأبدان المستعدة PageVW0P194B له، إما بسبب قوة حرارة الرأس، أو بسبب ضيق المنافذ، وكلما كان PageVW2P181A هذا (285) المنفذ أكثر ضيقا، كان الصوت أقوى؛ ولهذا يحصل لبعض الناس صوت قوي عند العطاس؛ وسبب ذلك قد ذكرناه في كتبنا الموسيقية.

[aphorism]

قال أبقراط (286): من كان به وجع شديد في كبده فحدث به حمى، حلت ذلك الوجع عنه.

Page inconnue