Explication des aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
البحث الحادي عشر:
الشراب له اعتبار بحسب الإنسان الواجب الاعتناء به. * فالأصلح للصبيان (394) أن يمنعوا منه أو يقللوا من استعماله. وذلك ولوجوه ثلاثة أحدها خوفا من ترطيبه وتهيئة موادهم للعفونة. وثانيها لئلا يسخن أمزجتهم ويخرجها عن اعتدالها. ولذلك قال الشيخ الرئيس في * كليات (395) القانون: والصبيان شربهم * للشراب (396) كزيادة نار على نار. وثالثها خوفا من أن يعقبه من السكر سوء الأخلاق لا سيما وأدمغتهم قابلة لتأثيره بسبب رطوباتها. وأما * الشبان (397) فإنهم وإن كانوا حاري المزاج غير أنه ليبوسة أمزجتهم * يحتاجون (398) إلى الترطيب فهو ينفعهم ويوافقهم من هذه الجهة. ولذلك قال الشيخ في الكتاب المذكور: وعدل PageVW1P030B * الشبان (399) فيه. * وأما الكهول فحالهم فيه قريب من حال الشباب (400) . وأما المشايخ فإنه نافع لهم من * وجوه (401) سبعة أحدها من جهة * إنضاجه (402) لموادهم البلغمية. وثانيها من جهة تقويته لحرارتهم الغريزية. وثالثها من جهة تفتيحه لمجاريهم. ورابعها من جهة ترطيبه لأمزجتهم. وخامسها * لإرداره (403) لموادهم وتنقية آلات البول منهم * بذلك (404) . وسادسها من جهة * تجويده لهضمهم (405) . وسابعها من جهة تفريحه لهم غير أن أدمغتهم ضعيفة فتكون قابلة لتأثيره وكذلك أعصابهم فيكون احتمالهم له من هذه الجهة أقل. ولذلك قال * الشيخ (406) : * ومهما (407) احتمل الشيخ فاسقه. فقوله لأن يملأ البدن من الشراب * أسهل (408) من أن يملأ من الطعام * أي (409) الأبدان المذكورة بالاعتبار المذكور.
البحث الثاني عشر:
الوقت الموافق لاستعمال الشراب عند كمال الهضم المعدي والزمان المقدر لهذا من ست ساعات إلى * اثنتي عشرة (410) ساعة. وقيل إلى خمسة عشر ساعة. وذلك لأنه يختلف باختلاف الغذاء في لطافته وغلظه وباختلاف المعد في حرها وبردها. وينبغي أن يجتنب شربه في PageVW5P070A صور * خمس (411) . أحدها على الريق وذلك لأنه متى ورد على * المعد (412) وهي خالية من الغذاء اشتد تسخينه وعند ذلك يقوى تبخيره ووصول ما يتصاعد منه إلى * جهة (413) الدماغ لعدم العائق والحائل الذي هو الغذاء فإنه يكسر قليلا من حدته ويمنع بخاره من سرعة صعودة إلى الدماغ. وثانيها على امتلاء المعدة خوفا من تنفيذه الغذاء وهو غير منهضم إلى حيث لا يصل هو بطبعه في ذلك الوقت إليه، اللهم إلا أن يكون الغذاء منفخا. وفي مثل هذه الصورة * الصواب (414) أن يكون شربه قليلا قليل المزاج. وثالثها قبل استيفاء الأعضاء * حظها (415) من الماء البارد في المحرورين وذلك لأنه متى استعمل في مثل هذا الوقت اشتد تسخينه الحرارة المعدة وحرارة الأعضاء وعند هذا يقوى تبخيره إلى * جهة (416) الدماغ ويحصل منه ما ذكرنا غير أن تبخيره على الريق أكثر لأن الغذاء متى خالطه كسره على ما ذكرنا. ورابعها عقيب الرياضة المفرطة وذلك خوفا من شدة التسخين والتبخير غير أنه يجب أن تعلم ضرر الشراب بالأعصاب في مثل هذا النوع * ضرر شديد (417) . وذلك لأن الأعصاب تتخلخل في مثل هذا الوقت بسبب الحركة فيسهل على الشراب وما معه النفوذ إلى جهة الأعصاب. وخامسها مع الغذاء الرديء وبعده وذلك لأن الشراب ينفذه إلى حيث لا يصل هو بطبعه إليه فإن كان ولا بد من استعماله فيكون بعده لا معه لأن الغذاء متى انهضم وتغير في المعدة كانت نكايته للأعضاء أقل من نكايته لها إذا نفذ ولم يتغير. فقول أبقراط لأن يملأ البدن من الشراب * أسهل (418) من أن يملأ من الطعام أي في الصور الأول لا في * هذه (419) الصور الخمس.
البحث الثالث عشر
في شدة فرح شارب الشراب. اعلم أن الجوهر الروحي قابل لما يرد عليه فهو من حيث هو * هو (420) له أن يفرح أو يحزن بمعنى أنه قابل لهما وليس له أن يستعد لذلك * فالاستعداد (421) لأمور أخر طارئة. ولذلك قيل الاستعداد استكمال القوة بالقياس إلى أحد * المتقابلين (422) فالمعد للفرح أمور أحدها كون الروح على أفضل أحواله من الكم والكيف. أما في الكم فهو أن تكون متوفرة المقدار وذلك لأنها متى كانت كذلك زادت القوة ووفت بالانبساط في * الباطن والظاهر (423) فإن الفرح يتم بحركة الأرواح إلى ظاهر البدن قليلا قليلا. وذلك إنما يتم إذا كانت * القوة (424) وافرة المقدار لأنها متى كانت كذلك وفت بتدبير الباطن والظاهر والقليل يتبعه ضعف القوة وتنحل به الطبيعة تضبطه عند المبدأ ولا يمكنه من الانبساط كما هو عليه حال الناقهين والمهزولين والمشايخ. فإن أرواح هؤلاء لقلتها لا تفي بالانبساط إلى خارج البدن. ولذلك صار متى عرض للناقه فرح اتستضر به لأجل ما يعرض لروحه * من (425) التحلل والتبدد. وثانيها اعتداله في الغلظ واللطافة PageVW5P070B وذلك لأن الغليظ لا يطاوع في الحركة كما يطاوع اللطيف. ولذلك * صاروا (426) * غليظي (427) الطباع * كالسوداويين (428) لا يفرحون إلا لسبب قوي والرقيق سريع التحلل والانفشاش عند انبساطه. ولذلك صار النساء لا يفرحن وإن حصل لهن كان زمانه قصيرا. وثالثها نورانيته فإن الكدر عسر النفوذ والسريان كما هو * عليه (429) حال السوداء وأيضا فإن الكدر مظلم موحش للنفس كحال الظلمة في الخارج. * فإذا (430) عرفت هذا فنقول: والشراب يجعل الجوهر الروحي كذلك فإنه يولد روحا * كثيرة (431) لسرعة استحالته إليها معتدلا بين اللطيف والغليظ. وذلك * لأنه (432) والغذاء المستعمل معه يولد ذلك * نورانيا (433) لحرارته المناسبة وللطافة قوامه ولأنه ينقي الدم مما يخالطه من المواد الرديئة المكدرة له. وأيضا فإنه بتبخيره إلى الدماغ وترطيبه إياه لا يذعن التشكيل الروحاني. * وحنئيذ (434) يصعب على العقل استعماله ومتى صعب ذلك عليه ذلك صار مشغولا بما يرد عليه من الحواس الخارجة لا سيما والحس أقدر على تحريك * الأرواح (435) من العقل. ويدل على صحة ذلك أن العقل متى استعصى عليه شيء استعان عليه * بالحس (436) كما في كثير من المسائل العقلية. فإذن شارب الشراب قد اجتمع له أمور ثلاثة وهي استكمال روحه في الكم والكيف والنورانية واندفاع أفكاره العقلية عنه التي ربما كانت PageVW1P031A سببا للغم واشتغال خياله وفكره بالمحسوسات الخارجة التي هي أسباب اللذة. فلذلك يكمل فرح شارب الشراب ويشتد نشاطه وتستولى عليه الشجاعة والكرم وغزة النفس والآمال الملذة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران من عادتها أن تجلب عودة من المرض.
[commentary]
Page inconnue