Explication des aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
14
[aphorism]
قال * أبقراط (1136) : ما كان من الأبدان في النشء فالحار الغريزي * فيهم (1137) على غاية ما يكون من الكثرة ولذلك يحتاج إلى الوقود إلى أكثر ما يحتاج إليه سائر الأبدان. فإن لم يتناول ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص. وأما الشيوخ فالحار الغريزي فيهم قليل ومن قبل ذلك ليس يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير لأن حرارتهم تطفئ من الكثير ومن قبل هذا أيضا ليس تكون الحمى في * المشيخة (1138) حادة كما تكون في اللذين في النشوء * وذلك (1139) لأن أبدانهم باردة.
[commentary]
الشرح هاهنا * إحد عشر بحثا (1140) .
البحث الأول
في * صلة هذا الفصل بما قبله (1141) . وهو أنه لما ذكر أن الصبيان أقل احتمالا للصوم من المشايخ أراد أن يذكر الغلة في هذا الفصل. فقال لأن ما كان من الأبدان في النشوء فهو أكثر حرارة غريزية. وذلك لأنك قد عرفت أن الشهوة الطبيعية والهضم والإحالة تابعة للحرارة الغريزية لأنها آلة لقواها. وابتدأ في هذا الفصل بالأبدان التي في النشء لتكون العلة قريبة من المعلول. فإنه لما ختم الفصل السابق بقوله «احتمال الصبيان» بدأ في هذا * الفصل (1142) بتعليل ذلك وجرى على الترتيب إلى أن بلغ إلى ذكر علة احتمال الصوم * في المشايخ (1143) .
البحث الثاني
في تحقيق القول في ماهية الحرارة الغريزية وإظهار الحق في أمرها. اعلم أن الفلاسفة والأطباء قد اختلفوا في ذلك. فذهب االفاضل جالينوس وجماعة من الأطباء إلى أنها الجزء الاستقصي الحاصل في مبدأ التركيب على ما أشار إليه في شرحه لهذا الفصل وفي كتاب المزاج. وهذا قول فاسد من وجهين. أحدهما أن الموت عندنا وعنده على ما ذكره في المقالة الثالثة PageVW5P027B من كتاب المزاج عبارة عن * انطفاء (1144) الحرارة الغريزية. فلو كانت الحرارة الاستقصئية هي الحرارة الغريزية، للزم من هذا أن الحيوان بعد موته لا يبقى في بدنه حرارة البتة وذلك محال. فإنا نراه يعفن وينتن ويسود لونه يسيل منه صديد منتن. وكل هذا من آثار الحرارة ولوازمها. فلو كان بدنه خاليا من الحرارة لم يعرض له شيء من ذلك بل كان يجمد ويكون حاله حال الموجودات الخاالية من الحرارة. فإن قيل: لم * لا (1145) يقال إن هذه الأمور خالصة له من الحرارة الخارجة؟ فيقول: نفرض حصوله في بيت مملوء جمدا أو ثلجا، فإن مثل هذا البيت ليس فيه حرارة البتة. ومع هذا نراه يحصل له ما ذكرنا. الثاني أنا نرى الحرارة المزاجية كلما ازدادت قوة، خرج البدن عن الاعتدال. * فأورث (1146) ذلك لا محالة وهنا في القوى بخلاف الحرارة الغريزية. وذهب ابن أبي صادق إلى أنها عبارة عن كيفية الروح. فإنه قال في شرحه الكبير: «الدم الواصل إلى القلب من جهة الكبد يستحيل فيه إلى دم لطيف ثم إنه يتم استحالته في البطن الأيسر منه. وهذا الجوهر له صورة وكيفية. فالصورة هي القوة الحيوانية والكيفية هي الحرارة الغريزية». وهذا قول فاسد. وذلك لأن الأرواح دائمة التولد فلو كانت الحرارة الغريزية هي كيفية هذا الجوهر للزم أن لا تضعف الحرارة البتة لأنها دائمة متولدة بتوليد الأرواح ويلزم من هذا أن لا يتغير شيء من أحوال البدن بل تبقى القوى بحالها في صدور أفعالها لبقاء مادتها وآلتها. وذلك محال فإن أحوال الإنسان في الوجود بخلافه. وذهب الرازي إلى أن الحرارة الغريزية والغريبة شيء واحد لكنها مختلفة بإضافة * بأنها (1147) ما دامت على اعتدالها وفعلت * الإحالة (1148) والهضم وغير ذلك من أفعالها على ما ينبغي، سميت غريزية. ومتى خرجت عن الاعتدال وفعلت العفونة والإخراق وغير ذلك من الآثار الغريبة، سميت غريبة من * غير (1149) أن يبين أن تلك الحرارة الأصلية استقصئية أو غير ذلك. وهذا قول فاسد لوجهين. أحدهما أن الحرارة الغريبة مباينة للغريزية بالنوع على ما PageVW1P008B سنبينه. وثانيهما أن الإفراط في كيفية الشيء لا يوجب انتقالا في حقيقته كالهواء إذا سخن سخونة شديدة. فإنه لا يخرج عن كونه هواء اللهم * إلا (1150) أن لا يتكون منه شيء آخر كما إذا أفرط إفراطا شديدا في ذلك. فإنه ينتقل نارا ولكن ذلك كونا وفسادا وحينئذ إذا كان حال الحرارتين كذلك، فإنهما لم تكونا واحدة بل إثنين. * وذهب (1151) أرسطو إلى أنها حرارة فلكية تفاض على البدن الحيواني عند فيضان نفسه وتفارقه عند مفارقتها له وبه. قال الشيخ الرئيس: وقال أرسطو: إن الأحسام التي تقبل علافة النفس ليس حرارتها من جنس الحار الاستقصي * الناري (1152) ، بل هي حرارة مفاضة PageVW5P028A من الأجسام السماوية. وقال الشيخ الرئيس * في (1153) الفصل * الأول (1154) من المقالة * السادسة (1155) عشر من حيوان الشفاء: والشيء المهيئ للمني لأن يقبل علاقة النفس ليس هو من جنس الحار الاستقصي * الناري (1156) بل الحار الذي يفاض من الأجرام السماوية ويقوم * من (1157) المزاج وفي الممتزجات * من الرطب (1158) واليابس. فإنه مناسب بوجه ما لجوهر السماء لأنه منبعث عنه. ونعم ما قال المعلم الأول فإن شيت فاعتبر بأثير حر النار وحر الشمس في أعين الأعشى ويشبه أن تكون تلك الحرارة فيها تتبعها قوة لا تتبع الحارارة النارية وأن تلك القوة قوة محيية وأنها تجعل الأجسام الحالة فيها شبيه بالأجسام السماوية أي تقبل الحياة وهي فاشية في كل عضو رطب ويابس وبها يحي البدن الحيواني والنباتي. * فهذا (1159) كلام الشيخ وفيه تصريح بأن للنبات أيضا حرارة غريزية سماوية. وبه فال أوحد الزمان وهو حق فإنه لو لم يكن في الحصرمة حرارة سماوية حافظة * لها (1160) وإلا عفنت كما تعفن إذا قطعت قبل كمال نضجها. فمثل هذه النباتات تفارقها حرارتها الغريزية عند قطعها من أشجارها. وأما الاستقصية فإنها تبقى فيها بعد ذلك. ولذلك صارت تعفن وتتغير بنوع من * التغير (1161) * اللازم (1162) للحرارة غير أن الحرارة المذكورة في حق النباتات ليست هي موجودة بل الفعل كما هي حق الحيوان. وذلك لأن الحيوان أقرب إلى الاعتدال الحقيقي لا سيما الإنسان فإنه أشرف فكانت هي فيه أبلغ وأقوى لقوة اهتمام القوة الإلهية المدبرة للعالم. واعلم أن الغريزي في حق الإنسان لا يقال إلا للحرارة. ولذلك قيل إنها كدخانية له ولم يقل للبرودة إنها كدخانية له. وأما فيما عدا الإنسان فقد يقال للبرودة إنها غريزية له كما * يقال (1163) في حق السمكة * المعروفة (1164) بالرعادة. فإنها قد أعطيت من التخدير بحيث أنها الصياد متى إصطادها فإنه عند ما * يلمس (1165) * الشكة (1166) تخدر يده. وإذا ماتت لم يحصل ذلك البتة عند لمسه إياها بل يأكل لحمها ولم يحصل له ذلك. وذلك لأن تلك الخاضية تفارقها مع مفارقة نفسها. فمثل هذه البرودة في حق الحيوان يقال لها برودة غريزية. وأما كلام الإمام أبقراط في أمر هذه الحرارة فهو محمل. وذلك لأنه قال في آخر هذا الفصل: وذلك لأن الحمى لم تكن في المشيخة * حادة (1167) كما تكون * حادة (1168) في الذين في النشوء. وذلك لأن أبدانهم باردة فاستدل بضعف الحمى في أبدان المشائخ على ضعف الحار الغريزي فيهم فقط من غير أن يبين ماهية الحرارة المذكورة.
البحث الثالث
Page inconnue