284

البحث السادس:

قوله فإن رعف كان انقضاء مرضه مع ذلك الرعاف سريعا جدا أقول البحران الرعافي (953) يستأصل المادة المرضية لأنه يخرج المادة اللطيف منها والغليظ. ولا شك أن ذلك يكون به انقضاء المرض وهو مع ذلك يكون خروجه دفعة فيكون انقضاء المرض به سريعا بخلاف البحران البولي فإنه قد يتخلف شيء من المواد PageVW5P107A الغليظة، ومع ذلك فإن خروجها بالبول في أيام فلا يحصل به الانقضاء وإن حصل كان في أيام ولما كان * حال الرعاف (954) كذلك، قال فإن رعف بذلك (955) كان انقضاء مرضه سريعا جدا. وذكر جدا للمبالغة في السرعة لكن الكلام في قوله كان (956) بذلك انقضاء مرضه هل الضمير في قوله مرضه عائد إلى الخراج أو إلى المرض المتوقع إن يبحرن بخراج؟ كلام أبقراط محتمل للمعنيين جميعا. أما الأول، فإنه قال من يتوقع أن يخرج به خراج في شيء من مفاصله وقد علمت أن المفاصل منها ما هي في أعالي البدن ومنها ما هي في أسافله. فإن كانت في الأعالي، كان انقضاء ما هو متوقع الحدوث بالرعاف. وإن كانت في الأسافل، كان انقضاء (957) ما هو متوقع الحدوث (958) بالبول. لكن الانقضاء بالرعاف أسرع من الانقضاء بالبول لما ذكرنا. وأما الثاني، فإن قوله من يتوقع أن يخرج به خراج في شيء من مفاصله قال فقد يتخلص من ذلك الأمر بخراج (959) يحدث في شيء من مفاصله فإن بال بولا كثيرا غليظا أبيض فقد يتخلص من ذلك الخراج المزمع الحدوث، فإن رعف، كان انقضاء المرض الأصلي المتوقع أن يبحرن بخراج في شيء من مفاصل البدن سريعا جدا، والله أعلم.

74

[aphorism]

قال أبقراط: من كان يبول دما أو قيحا فإن ذلك يدل على أن به قرحة في كلاه او في مثانته.

[commentary]

الشرح: هاهنا مباحث أربعة.

البحث الأول:

في الصلة، وهو أن حكم هذا الفصل كالمقابل لحكم الفصل الأول. فإن الأول يتضمن الكلام في الثفل المحمود لأنه كائن عن دفع الطبيعة. PageVW1P126B وهذا في الثفل المذموم ونقول أنه قد عرفت أن الثفل على نوعين، طبيعي PageVW5P107B وغير طبيعي. وقد تقدم الكلام منه في الطبيعي، وهو قوله الغمامة الحمراء وفي هذا وما بعده أخذ يتكلم في الثفل الغير طبيعي * والله أعلم (960).

البحث الثاني:

Page inconnue