254

قال أبقراط: الخراج الذي يحدث فى الحمى ولا ينحل في وقت البحرانات الأول ينذر بطول من المرض. (534)

[commentary]

الشرح هاهنا بحثان.

البحث الأول

في الصلة وهو أنه لما ذكر في الفصل المتقدم البرسام (535) وهو مرض ورمي، ذكر في هذا الفصل الخراج وهو مرض ورمي وأيضا فإنه كان قد ذكر علامات رديئة في الحمى وفي هذا الفصل علامة أخرى رديئة في الحمى.

البحث الثاني:

ذهب الفاضل جالينوس إلى أن الضمير في قوله «ولا ينحل» عائد إلى الخراج إذا حصل في الحمى ولا ينحل الخراج في الأيام الأول من أيام المرض فإنه يطول. قال وهذا أمر بين لا يحتاج إلى (536) أن يقول فيه أبقراط قولا. وذهب ابن أبي صادق إلى أن الضمير في ذلك عائد إلى الحمى أي أن الخراج الذي يحدث في الحمى ولا ينحل به الحمى ينذر ذلك بأن الحمى تطول. والحق أن الضمير يصح أن يكون عائد إليهما على ما ستعرفه. وهو أن يقال إن الحمى إذا حصل فيها خراج ولم تنحل الحمى به في البحرانات الأول التي وجد فيها الخراج فذلك يدل على أن الحمى تطول مدتها. وذلك لأن هذا الخراج لو كان بحرانا تاما أي دفعا تاما من الطبيعة للمادة الموجبة للحمى لفارقت الحمى بحدوثه. وحينئذ تكون المادة قد انصبت ومالت إلى جهة الخراج بالكلية، وانقطع مدده. وإذا لم تفارق الحمى فإن ذلك يدل على أنه قد بقي بقايا من PageVW5P056A المادة في الأعضاء. وعند ذلك يمد الخراج أولا فأولا. ولا شك أن ذلك يطول به مدة الحمى لاشتغال الطبيعة بمقاومته ومقاوتمة الحمى بمقاومته، وتطول أيضا مدة الخراج فإنا إذا فرضنا خراجين متساويين في المقدار ثم كان أحدهما تمده مادة والأخرى لم تمده مادة فإن الذي تمده المادة تطول مدته والذي لم يمده شيء لا تطول مدته، * والله أعلم (537).

52

[aphorism]

قال أبقراط: الدموع التي تجري فى الحمى أو في غيرها من الأمراض إن كانت عن إرادة من (539) المريض فليس ذلك بمنكر، وإن كان عن غير إرادة فذلك (540) رديء. (538)

Page inconnue