Explication des aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
في صلة هذا * الفصل (866) بما قبله: وهو أنه لما كان آخر كلامه في الفصل المتقدم في الربيع إذا كان جنوبيا، ولا شك أن الصيف بعد الربيع أعقبه بذكر الصيف إذا كان شماليا.
البحث الثاني:
قال جالينوس إن أبقراط جعل مزاج الصيف والخريف هاهنا على مزاج الشتاء والربيع في الفصل المتقدم، وجعل التغير الحاصل من ذلك * حادثا (867) في الفصل الثالث، وكذلك حال ما يحصل من * التغير (868) في هذا الفصل كل هذا إذا فرضنا أن يجيء الفصل الثالث على واجبه، وقد عرفت بيان علة الحكم الأول في الفصل * الأول (869) . وأما بيان حكمه في هذا * الفصل (870) فاعلم أن التغير المذكور هاهنا لم يخرج به كل واحد من الفصلين عن * طبيعته (871) خروجا يضر بالأبدان بل ربما انتفعت به، فإن الصيف إذا كان قليل المطر كان المطر اليسير الحاصل فيه مصلحا * لمزاجه (872) وشماليا أي أن تكون الرياح الهابة فيه شمالية فيكون هواؤه باردا وذلك مصلحا لحره فالصيف إذا كان * كذلك (873) وإن كان خارجا عن مقتضي * طبيعته (874) ، إلا أن خروجه لذيذ * عن (875) الأبدان لا يحصل منه أذى. والخريف المطير الجنوبي مما ينتفع به، فإن المطر والرياح الجنوبية مما يصلحان * يبسه (876) ويعدلانها ويكسران من برده. وعلى هذا التقدير كان ينبغي أن يقال إن هذا النوع من التغير لا يحصل منه ضرر البتة غير أنه لما كان خروج الفصلين عن واجبهما كان ذلك أردأ PageVW1P085A مما إذا كانا على واجبهما حسب ما ذكره فيما * تقدم (877) وهو قوله «إذا كانت أوقات السنة لازمة لنظامها كان ما يحدث في كل PageVW5P149B واحد * منها (878) كذا وكذا» إلى آخره. ولما كان هذا النوع من التغير حاله كذلك حكم الأوحد أبقراط بأن ما يترتب عليه من الضرر متوقع الحصول في الفصل * الثالث (879) .
البحث الثالث
في بيان عروض ما ذكره عن التغير المذكور: وذلك لأن الخريف لما كان جنوبيا كثرت الرطوبات في الأبدان، ثم لما أتى عليها الشتاء وهو بارد رطب على ما ستعرفه زاد الأبدان رطوبة، ثم إنه لبرده يحبس تلك الرطوبة الحاصلة أولا وثانيا ويعصرها. فإن بقيت محتبسة في الرأس أوجبت الصداع وثقل الرأس، وإن مالت إلى الأنف أوجبت الزكام، وإن مالت إلى * جهة (880) الحلق أوجبت البحوحة والسعال. وربما عرض منها السل، وذلك عند ميلها إلى جهة الرئة وتقريحها لها. وهذا القدر إنما يتأتى فيمن كان مستعدا لحدوث ذلك، * وهذا (881) إما أن * يكون (882) خلقه كمن يكون رقيق الرقبة وضيق الصدر مجنح الأكتاف بارز الحنجرة، كل هذا لضيق عروق الرئة * فيمن (883) هو بهذه الصورة فيسهل فزرها وحصول نفث الدم منها ثم تقريحها لها، وأيضا فإن من مو بهذه الصورة ليس على صدره ما يوقيه ويدفع نكاية ما ينكيه من * خارج (884) ؛ وإما عادة كمن هو معتاد لحصول النوازل إلى رئته.
البحث الرابع
في حقيقة الصداع: قال الشيخ في * القانون (885) : الصداع ألم في أعضاء الرأس، وليس هذا يجيد لدخول جميع * أمراضه (886) فيه بل الواجب أن يقال الصداع ألم في أعضاء الرأس خال عن الورم، والموجب له ساكن لطيف ليتميز بالقيد الأول الأورام، والثاني الدوار والسدر، والثالث الصرع والسكتة الخالية عن الورم، وهذا الألم وإن كان لازما لجميع أمراض الرأس لكن لا يسمى * صداعا (887) ، ثم هذا الألم إن عم * جملة (888) الرأس فإنه يسمى بيضه * وحوده (889) ، * وإن (890) خص * نصفه (891) طولا فإنه يسمى شقيقه. ثم هذا الألم تارة يكون سببه خاصا بالدماغ وتارة يحدث له بواسطة شيء آخر، والخالص إما لضعفه وإما لقوة حسه، والفرق بينهما وجوه أربعة: أحدها أن الكائن للحس تكون الحواس معه بقية والكائن للضعف تكون الحواس معه كدرة؛ وثانيها أن الكائن للحس ينتفع باستعمال المخدرات والكائن للضعف يستضر بها؛ وثالثها أن الكائن للحس ينتفع بتغليظ الغذاء والكائن للضعف يستضر به؛ ورابعها أن الكائن للحس يستضر بالاستفراغ والكائن للضعف ينتفع به. والحادث بواسطة شيء آخر فذلك الشيء إما غير بدني وإما بدني. والغير بدني مثل الأراييح القوية المصدعة، وهذه إن أوجبت ذلك بالكيفية نفع بما فيها، وإن أودت بالكمية لم ينفع ذلك ومثل الكائن عن ضربة أو سقطة. والبدني إما البدن كله أو بعض أعضائه، والأول كما في الحميات والثاني أوله وأولاه المعدة لأنها على محاذاة الدماغ وبينهما شركة بالعصب على ما عرفت بالتشريح، وقد يشاركه الرحم والكبد والطحال، ثم هذه المشاركة على نوعين، مطلقة وغير مطلقة. والمطلقة * هي (892) أن لا يتأدى إلى الدماغ من العضو المشارك شيء جسماني البتة بل نفس الأذى فقط أو كيفية إما من كيفيات الأخلاط العفنة أو كيفية سمية، ثم هذه قد تكون لذاتها كذلك مثل السموم، وقد تكون لمادة طبيعة استحالت إلى كيفية * سمية (893) كما تكون في اختناق الرحم المتوي أو الطمثي أو كمن طال عهده بالجماع من الذكور وكان معتادا * لاستعماله (894) ، ثم هذه الكيفية المؤذية المتأدية بكلي نوعيها قد تصير سببا لحصول مادة مؤذية وقد لا تصير وهو إذا كان الدماغ قويا بحيث أنه يدفع نكايتها به وتأثيرها فيه. والأول على وجهين لأنه إما أن يفسد ما يجده في الدماغ من المواد الجيدة أو ما يصل إليه من الغذاء الصالح وإما أن يجعله قابلا لمادة تنصب إليه، ثم هذا القبول تارة يكون معه جذب وهو إذا كانت تلك الكيفية الموجبة لذلك حرارة، وتارة لا يكون معه جذب وهو إذا كانت * الكيفية (895) غير حارة. والمشاركة الغير مطلقة * هي (896) أن يكون المتأدي إلى الدماغ من ذلك مادة خلطية أو جسما بخاريا منفصلا * منها (897) ، ثم هذه * المادة (898) تارة توجب الصداع بالذات وتارة توجبه بالعرض. * والتي (899) بالذات إما أن تغير المزاج بالذات أو تفرق الاتصال بالذات. والمغيرة * للمزاج (900) بالذات إما بالمجاورة وإما بالتخليف. فالمجاورة مثل أن تكون للمادة كيفية من الكيفيات توجب ذلك ثم تفارقه عند الاستفراغ، والتخليف * مثل (901) أن * تكون (902) تلك الكيفية * باقية (903) بعد مفارقة المادة. والمفارقة للاتصال بالذات فذلك إما بحركتها وإما بلذعها وإما * بتمديدها (904) . والتي بالعرض كما إذا أحدثت سدة ورمية وغير ورمية، والسدة يتبعها تغير المزاج لا محالة ويتبعها تفرق الاتصال، وذلك لأنها إذا حصلت منعت، وإذا منعت قاومت، والمقاومة توجب التمديد، والتمديد يوجب تفرق * الاتصال (905) . ويخص الصداع الخاص دوامه، ويعرف كل واحد من قسميه بما ذكرنا، والكائن لأمر خارجي بوجود سببه وبالمشاركة تقدم ضرر العضو * المشارك (906) . ويخص المعدي وجع في حاق وسط الرأس والرحمي في مقدمه والكبدي في الجانب الأيمن والطحالي في الجانب الأيسر. والمعدي قد يكون سببه مواد بلغمية وقد يكون سببه مواد صفراوية، والفرق بينهما من وجوه ثلاثة: أحدها أن الصفراوي يثور * عند (907) الخواء يسكن عند الامتلاء، وذلك لاحتداد المزاج عند الخواء وكسر عادية الصفراء وقوتها بالامتلاء. والبلغمي بالعكس، وذلك PageVW5P150A لانعطاف الحرارة * عند (908) الخواء عليه وهضمها له واختلاطه بالغذاء وطفوه على فم المعدة واستمساكه * بها (909) للزوجته فيقرب تأثيره من الدماغ. وثانيها بما يجده العليل من طعم فمه، فإنه * إذا (910) كان مائلا إلى المرارة فهو صفراوي، وإن كان مائلا إلى الدلاعة فهو بلغمي. وثالثها بالعطش وعدمه وهو أنه * إذا (911) كان هناك عطش فهو صفراوي، وذلك لحرارتها وحدتها، وإن لم يكن هناك عطش فهو بلغمي، وذلك لبرودته ورطوبته اللهم إلا أن يكون PageVW1P085B شديد اللزوجة فيوجب العطش بالعرض كما يوجبه السمك الطري.
البحث الخامس
في ماهية السعال: * السعال (912) حركة من الطبيعة لدفع المؤذي عن الرئة، وسببه إما من خارج * وإما (913) من داخل. والخارجي مثل * الغبار (914) والدخان واستعمال الحوامض، * فإنها (915) تحدث في آلات * التنفس (916) خشونة وسوء مزاج أو ضربة أو سقطة ينالان الصدر فتتأذى الرئة وتتألم لذلك. والداخلي إما خاص * وإما (917) حادث بالشركة. والخاص إما سوء مزاج سادج أو مادي، وأردأه ما * كانت (918) مادته رقيقة حادة لأنها إن * نفثت (919) أحوجت إلى حركة شديدة وربما احتبست في الرئة وانعقدت وصارت حجرا. * والشركي (920) إما بشركة آلات التنفس كما في ذات الجنب فإنها تحدث السعال: أما في أولها فبسبب المزاحمة، وأما * عند (921) نضجها فلإخراج المادة، وذلك بطريق الرشح من الغشاء * فتتشربه (922) الرئة عند انبساطها * ثم (923) تدفعه عند * قبضها (924) ، وربما حصل هذا السعال عن الشوصة إذا كان الورم في العضلات الداخلة، وكما في التقيح وهو عندما تميل مادة ذات الجنب إلى أحد تجويفي الصدر فإن الرئة تتألم بها وتتشربها أولا فأولا وتخرجها بالسعال، وكما * في (925) الخوانيق إذا نضجت مادتها واندفعت إلى جهة الرئة؛ وإما بشركة الرأس وهو عند ضعفه ونزول المادة منه إلى الرئة؛ وإما بشركة الكبد عند ورمها * التحديبي (926) ، وذلك بمشاركة * الحجاب (927) ؛ وإما بشركة فم المعدة عند ورمه، وذلك * بالمجاورة (928) ؛ وإما بشركة البدن * كله (929) ، وذلك كما في الحميات. ويعرف كل واحد من هذه بدلائله: إما السوء * المزاج (930) * بما (931) يخصه من العلامات، وكذلك المادي المورم وغير المورم، وكذلك من لون النفث وطعمه * وقوامه (932) ؛ وإما الكائن من ذات الجنب * فيتقدم (933) علامات ذات الجنب، وكذلك ذات الكبد وورم فم المعدة وغير ذلك من أنواع المشاركات. والسعال منه يابس ومنه * رطب (934) . والمراد باليابس أن لا يكون معه نفث، وبالرطب * أن (935) يكون معه نفث. واليابس يكون لسوء مزاج سادج حار أو بارد أو يابس، أو لأورام الصدر إلى حين تنضج * الأورام (936) تحدث الكبد أو فم المعدة أو للمدة المجتمعة في تجويفي الصدر في ابتدائها. وأما البحوحة فتحدث إما لاستنشاق غبار أو دخان أو استعمال أغذية * حامضة (937) فتخشن داخل قصبة الرئة؛ وإما لمواد حادة حريفة تنزل من الدماغ إلى الرئة فتحدث في قصبتها عند مرورها بها * خشوبة (938) ؛ وإما لصياح شديد * فيحتد (939) المزاج بسبب قوة الحركة فيجرد ما هناك من المواد اللزجة الموجبة للسلاسة أو تحدث مواد حادة * توجب (940) لما ذكرنا من الخشونة؛ وإما لسعال ملح فيؤذي قصبة * الرئة (941) ويحدث في التهاء موادا خشنة أو * يحد (942) المزاج فيجرد ما هناك من المواد اللزجة على ما ذكرنا إن كان يابسا أو رطبا فيما يخرج من المواد من قصبة الرئة ومرورها بها وجردها * لها (943) . وأما الزكام فهو عبارة PageVW5P150B عن انحدار المادة من الأعالي إلى المنخرين في المشهور، وهذه المادة تارة تكون حارة وتارة تكون باردة. ثم الحارة منها حريفة ومنها مرة، ويعرف كل واحد من ذلك بما يخصه من الأعراض من لون المادة ودغدغتها وظهور الحرارة وغير ذلك. وأما السل فقد * عرفته (944) .
14
Page inconnue