144

البحث الثاني:

الغرض من هذا الفصل بيان أن لين البطن في سن الشباب أجود من يبسه. وذلك من وجوه ثلاثة. أحدها أن الشباب أكثر أكلا من المشايخ فتكون فضلات أبدانهم أكثر. * فإن (2437) لانت بطونهم اسفترغت فضلاتهم. وثانيها أن الصفراء كثيرة التوليد في سن الشباب وهي * دائمة (2438) تنصب إلى المعاء لما قد عرفت. فإذا لانت بطونهم استفرغت وسلموا من نكايتها. وثالثها أن المواد في أبدان الشباب أكثر مما هي في أبدان الصبيان والمشايخ. أما الأول فلانصرافها إلى جهة النمو. وأما الثاني فلضعف الشهوة الغذائية ولقصور القوة الطبيعية. وإذا كان كذلك فلين البطن لهم أجود من يبسه PageVW5P128B .

البحث الثالث:

قوله «ثم تؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن تصير أردأ وذلك * أن (2439) بطنه يجف إذا شاخ على الأمر الأكثر» معناه أنك قد عرفت أن لين البطن في سن الشباب أجود من يبسه لما ذكرنا. أما متى كان يابسا فإن فضلاته تحتبس فإذا انتقل إلى الشيخوخة ازداد احتباسها لأن البطن يجف في هذا السن على الأمر الأكثر. فإن غالب الحال جفاف البطن في ذلك الوقت * يكون (2440) لاستيلاء اليسب على الأعضاء ولقوة القوة الماسكة، والله أعلم.

54

[aphorism]

قال أبقراط: عظم البدن في الشبيبة ليس يكره بل يستحب إلا أنه * عند (2441) الشيخوخة يثقل ويعسر استعماله وتكون * حاله (2442) أردأ من * حال (2443) البدن الذي هو أنقص منه.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

Page inconnue