Commentaire sur les Aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
[فصل رقم 95]
[aphorism]
قال أبقراط: فأما * الأمراض التي تحدث عند (141) كثرة المطر، في أكثر الحالات، فهي (142): حميات طويلة، واستطلاق البطن، وعفن، وصرع، وسكات، وذبحة. * وأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي: سل، ورمد، ووجع المفاصل، وتقطير البول، واختلاف الدم (143).
[commentary]
قال عبد اللطيف: اعلم أن (144) كثرة المطر توجب كثرة الرطوبة، والرطوبة الكثيرة إنما تنضج في زمان طويل، مع أن الكيموسات عند كثرة المطر أبرد وأميل إلى البلغم، كما تميل الأخلاط عند قلة المطر إلى الصفراء. فلذلك تطول الحميات عندما يكثر المطر، وتكون الحميات عند قلة المطر أحد وأقصر. وأما استطلاق البطن، فإنما يحدث عند كثرة الأمطار لاستفراغ فضول الكيموسات الرطبة من البطن. فأما حدوث العفن، فلكثرة الرطوبة. وأما الصرع والسكات فلأنهما PageVW0P049A مرضان بلغميان. وأما الذبحة فلانحدار فضول الرأس إلى أعضاء الصدر والحلق. وأما (145) قلة المطر فتحدث * عنه أمراض الحرارة واليبس والاستحصاف. وأما السل فإنما يحدث (146)، إما عند قوة البرد وانصداع العروق، وإما عند رطوبة الهواء وانحدار النزلات إلى الرئة. فأما يبس الهواء المطلق، فلا يوجب حدوث السل (147)، دون أن يقترن به برد. ولذلك رأى قوم أن السل هنا هزال (148) العين وقلة رطوبتها في الرمد، ولذلك قرنه به، ويصير السل (149) مع الرمد بمنزلة قوله: قبل الرمد اليابس. وأما وجع المفاصل فليس مما يحدث عن يبس الهواء PageVW3P057A المطلق، لكن ربما أحدث PageVW2P057B عسر الحركة، فإن انضم إلى اليبس الحرارة، كان عنه وجع في الركبتين والمفاصل الصفراوي. فأما الرطوبة مع الحرارة فيحدث عنهما (150) وجع المفاصل، وكذلك تقطير البول، واختلاف الدم PageVW1P043A لا يلزم أن يحدث عن يبس الهواء المطلق، دون أن تنضم إليه حرارة مفرطة أو برد مفرط، ويكون اليبس أيضا مفرطا. وجالينوس يرى أن هذا الفصل فيه تساهل كثير من أبقراط، وأنه غير مستقصي (151) الشرائط، ولا موفى (152) الأقسام، واعتذر عنه بأنه أول واضع فلا عتب عليه إن قصر.
[فصل رقم 96]
[aphorism]
قال أبقراط: فأما حالات الهواء في يوم يوم، فما كان منها شماليا، فإنه يجمع الأبدان ويشدها ويقويها (153) ويجود حركتها ويحسن ألوانها ويصفي السمع (154) ويجفف البطن ويحدث في الأعين لذعا، وإن كان في نواحي الصدر وجع متقدم، هيجه وزاد فيه. وما كان منها جنوبيا، فإنه يحل (155) الأبدان ويرخيها ويرطبها، ويحدث ثقلا في الرأس، وثقلا في السمع، وسدرا في العينين، وفي البدن كله عسر حركة، ويلين البطن.
[commentary]
قال عبد اللطيف: اعلم أن الشمال - لبردها ويبسها - تجفف فضول الأبدان وتجمعها وتقوي حركتها وتشدها. فإذا قوى الهضم وقوى العضو، جاد الدم وصفا، وجرى إلى الوجه فحسنت الألوان. فإذا جاد الهضم ويبست الفضول وصفا البدن كله والرأس والحواس كلها، صفا السمع والبصر وغيرهما من الحواس، وإنما ذكر السمع مثالا. وإذا قوي الهضم اجتذب جميع مصاصة (156) الغذاء من المعدة والأمعاء، PageVW0P049B فيبس البراز. وأيضا إذا استحصف الجلد ببرد الشمال ويبسه، طال لبث الثفل في البطن فيبس. ويحدث في الأعين لذعا لغلبة الصفراء وانصبابها إلى العضو السخيف وهو العين. وإن كان في نواحي الصدر وجع متقدم هيجه وزاد فيه، لأن هذه الريح تحصر وتكثف PageVW2P058A وتمنع التحلل، وإذا تكاثف ما ينبغي أن يتحلل هاج وجعه. وأما الجنوب فإنها تحل (157) الأبدان وترخيها لرطوبتها PageVW3P057B وتحدث ثقل في الرأس لكثرة امتلائه بالفضول الرطبة، وكذلك في السمع. وتحدث سدرا لحرارتها ورطوبتها، وفي البدن كله عسر حركة لاسترخاء مبدأ حركته، أعني الدماغ والأعصاب الكائنة منه، وتلين (158) البطن لرطوبتها. وإذا قيس ما تحدثه الشمال بما تحدثه الجنوب، وجد ما تحدثه الشمال في جنب ما تحدثه الجنوب سهلا جدا خفيفا، ووجد ما تحدثه الجنوب رديئا خبيثا، ليس فيهما (159) ما يحمد إلا تليين البطن لرطوبة الجنوب، إلا أن يكون لين البطن عن استرخاء القوة وضعف الهضم، فذلك أيضا رديء.
Page inconnue