Commentaire sur les Aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
قال عبد اللطيف: السكتة تختلف في القوة والضعف بحسب قوة السبب الفاعل لها، وجميع أصنافها رديئة خطرة (235) PageVW1P034A لا يكاد يرجى منها السلامة، لكن الرجاء في بعضها منقطع، وفي بعضها ضعيف، وفي بعضها أقل ضعفا. فالسكتة بالجملة هي أن يعدم البدن كله الحس والحركة بغتة. فأما حركة النفس (236)، فإن عدمها أيضا فالسكتة أعظم ما يكون وأقوى وأوحى؛ وإن لم يعدمها لكن كان تنفسه باستكراه فسكتته (237) أيضا قوية لكن دون الأول؛ فإن كان تنفسه سهلا من غير PageVW0P038B استكراه ولا مجاهدة لكنه مختلف لا يلزم نظاما واحدا فهي دون الأول لكنها قوية أيضا؛ فإن كان يتنفس صاحبها تنفسا منتظما فهذا وحده سكتة ضعيفة، ويمكن إذا أحسن تدبيره أن يبرأ لكن يعسر أيضا. واعلم أن السكتة لا يجري معها الروح النفساني إلى ما دون الرأس من البدن، إما لعلة في الدماغ من جنس الورم، وإما لامتلاء (238) بطون الرأس رطوبة بلغمية وبحسب مقداره يكون عظم السكتة. والعجب تحرك عضل التنفس فيها مع بطلان سائر العضل، وكأن ذلك إنما يكون لا لكثرة (239) الحاجة كما يعرض في أصحاب الرياضة، بل لضعف القوة كما يعرض لمن به حمى قوية فيضطر العضل كله أن يطلب الحركة ليجتمع من حركة جميعه جملة ذات قدر.
[فصل رقم 68]
[aphorism]
قال أبقراط: الذين يختنقون ويصيرون إلى حد الغشي، ولم يبلغوا إلى حد الموت، فليس يفيق منهم من ظهر في فيه الزبد.
[commentary]
قال عبد اللطيف: قوله: "الذين يختنقون" أي الذين هم في الاختناق وفي طريقه، وقد ابتدأت بهم أسبابه. وقوله: "ويصيرون إلى حد الغشي" أي وظهر بهم من أسباب الاختناق ما أوصلهم إلى حد الغشي، لكن لم يصلوا (240) PageVW2P044A إلى حد الموت، أي لم يموتوا بعد، فإن من ظهر منهم في فيه (241) الزبد PageVW3P045B مات ولم يفق، وهذا الحكم على الأمر الأكثر لا أنه واجب. وإنما كان الزبد دليلا على الهلاك لأنه يدل على أمر خانق أكره الرئة على حركة عنيفة، وذلك أن آلات التنفس إذا ضاقت لعارض من داخل يسد المجاري (242)، أو من خارج كمن يجعل (243) في عنقه (244) وهق، فإن القلب عند ذلك ينحبس فيه فضل دخاني كثير فيضطر (245) أن يدفعه عنه إلى الرئة فيحفزها (246) ذلك ويضطرها إلى الحركة فيختلط الجوهر المائي لحفز الحركة بالجوهر الدخاني والبخاري وتتصغر أجزاؤها وتتداخل فيكون عنه الزبد. فصار الزبد دليلا على احتقان حرارة القلب وغليانه وضيق مجاري التنفس واستكراه حركة الرئة ومجاهدتها، وهذا كله دليل على الموت. واعلم أن كل زبد إنما يتولد من مداخلة الريح للرطوبة وتصغر أجزائهما، فإن كانت الرطوبة لزجة (247) والمداخلة قوية وتصغر الأجزاء كثيرا عسر انحلال الزبد كالزبد المجتمع PageVW0P039A في أفواه الخيل إذا ركضت، وفي أفواه الخنازير البرية إذا غضبت، وقد يكون المبدأ PageVW1P034B الفاعل لذلك حركة كما يعرض لموج البحر، وقد يكون حرارة كما يعرض للخنازير البرية، وقد يكون منهما جميعا كما يعرض للخيل المركوضة وكما يعرض للمختنق.
[فصل رقم 69]
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه غليظا جدا بالطبع، فالموت إليه أسرع منه إلى القضيف.
Page inconnue