Commentaire sur les Aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
قال عبد اللطيف: يعني بالتشنج هنا التشنج الامتلائي الحادث بغتة عن امتلاء العصب من خلط بارد لزج، فإذا عقبه حمى سخن البدن وسخن هذا الكيموس وكان حريا أن يذوب ويتحلل فيقع البرء لأن الضد شفاؤه بالضد. وأما إذا كان بإنسان حمى محرقة فجففت (147) بدنه وعصبه وعرض له من ذلك تشنج فلا يكاد PageVW2P037A يسلم لأنه يحتاج أن يبرأ مما ناله في مدة طويلة، وشدة المرض لا تمهله فتنحل القوة قبل وتجلب موتا وشيكا.
[فصل رقم 52]
[aphorism]
قال أبقراط: لا ينبغي أن يغتر بخف يجده (148) المريض، بخلاف القياس، ولا أن تهولك أمور صعبة تحدث على غير القياس، فإن أكثر ما يعرض من ذلك ليس بثابت، ولا يكاد يلبث، ولا تطول مدته.
[commentary]
قال عبد اللطيف: لما ذكر البحارين في الأمراض الحادة والمزمنة نبه في هذا الفصل على أمرين متضادين (149)، كثيرا ما يعرضان في البحارين، فأحدهما: أن يجد المريض سكونا وخفا (150) وراحة من مرضه من غير سبب موجب PageVW3P039B لذلك، ولا استفراغ (151) بين من قيء وعرق واختلاف ورعاف ونحو ذلك، فإن هذا سكون عرض للمريض (152) لا يعتد به ولا يوثق إليه، فإن السبب الفاعل للمرض باق بحاله فكيف يرجى زوال المرض مع بقاء السبب، فإن النار القوية في المادة الغزيرة (153) كيف يرجى انطفاؤها ولم يعرض سبب من خارج فهذا معنى قوله: لا ينبغي أن يغتر بخف يجده المريض بخلاف القياس". يعني بخلاف ما يوجبه القياس من استفراغ السبب الفاعل، ويريد بالقياس ما تشهد به التجربة ويقتضيه العقل كما قلنا. وأما الثاني فهو قوله: ولا أن تهولك أمور صعبة تحدث على غير القياس. فقوله: "يهولك" معناه يفزعك بحيث تتخوف PageVW0P033B على المريض الموت، وهو ضد الاغترار بالصحة والسلامة. وقوله: تحدث. أي لم تكن في أول المرض وهو في قبالة تجده. وقوله: على غير القياس. أي تحدث هذه الأمور الصعبة في الوقت الذي يظن ألا يحدث فيه على المريض ذلك. وقوله: فإن أكثر ما يعرض من ذلك ليس بثابت". أي أنه ينذر ببحران كائن عن قرب وخلاص وشيك، وذلك أنه متى ظهرت PageVW1P030A علامات النضج البين، PageVW2P037B ثم عرض للمريض نفس رديء، واختلاط ذهن، أو صعوبة في الحمى، أو نافض قوي، فلا ينبغي أن يهولك ذلك، فليست ثابتة بل تزول سريعا، ولا تدل على الهلكة بل على بحران محمود قد قرب حدوثه، وهذه (154) الحال ضد الخف الذي يجده المريض بغتة من غير استفراغ ولا ظهور النضج، فلا ينبغي أن تغتر بهذا ولا تعتمد (155) عليه، فكثيرا ما يعقب (156) هذا السكون حركة خبيثة حثيثة. وقد يمكن أن يكون قوله: "فإن ذلك" إشارة إلى الشيئين الحادثين جميعا (157)، أعني الخفة التي يجدها المريض (158) على خلاف القياس، والأمور الصعبة، فكلاهما ليس بثابت ولا تدوم مدته، لكن أحدهما ينتقل إلى الرداءة والهيجان عن السكون، والثاني ينتقل إلى الجودة والسكون عن القلق والاضطراب. وفي هذا الفصل عدة منافع: القدرة على تقدمة المعرفة PageVW3P040A وجودة الإنذار والتحذير مما يقع فيه كثير من المتطببين الجهال فإنهم قد يرون من المريض خفا فيغترون بذلك، ويقدمون على تغذيته والتقصير في مداواته فيغلطون (159) عليه أغاليط كثيرة، والرأي الحق في ذلك أن تدوم على ما كنت عليه من العلاج وتدبره التدبير الذي ينبغي لمن لم يجد خفا حتى تجعل ما ظهر من الخف كأن لم يوجد ولا تعتمد عليه ولا تعطيه حكما، ودم على ما كنت عليه من التدبير والعلاج. وأيضا فقد يرون قلقا من المريض واضطرابا فيفزعهم ذلك فييئسون من صلاحه فيقصرون في علاجه وأخذ الأهبة لما يحتاج إليه بعد (160) وربما أخذوا في تسكين ذلك الاضطراب وعلاجه فيوقعون المرضى في العطب وما ذلك إلا لجهلهم بالسبب والغاية.
[فصل رقم 53]
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى ليست PageVW0P 34A بالضعيفة جدا، فإن كان (161) بدنه يبقى على حاله، ولا ينقص شيئا، أو يذوب أكثر مما ينبغي، فذلك (162) رديء؛ PageVW2P038A لأن الأول ينذر بطول من المرض، والثاني يدل على ضعف من القوة.
Page inconnue