107

Commentaire sur le Divan d’Al-Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Chercheur

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Maison d'édition

دار المعرفة

Lieu d'édition

بيروت

- الْمَعْنى يُرِيد النَّاس إِذا اعتزب أى بعد عَنْهُم الصَّبْر فى الشدائد والنوائب بعينهم وَيحسن إِلَيْهِم حَتَّى يصبروا على مَا ينوبهم فَكَأَنَّهُ يعطيهم الصَّبْر وَمن روى يعْطى بِفَتْح الطَّاء فَالْمُرَاد أَنه كَانَ يصبر فى المواطن الَّتِى يصعب فِيهَا الصَّبْر ٣ - الْمَعْنى يَقُول إِن الْعَجَاجَة لما ارْتَفَعت فى الْهَوَاء حجبت السَّمَاء فَصَارَت سَمَاء وبدت الأسنة لامعة فِيهَا كالكواكب فَشبه الْعَجَاجَة بالسماء والأسنة بالكواكب وَهُوَ كثير فى أشعارهم قَالَ الشَّاعِر (نَسَجَتْ حَوَافِرُها سَماءً فَوْقَها ... جَعَلَتْ أسِنَّتَنا نُجُومَ سَمائها) وَقَالَ بشار بن برد (خَلَقْنا سَماءً فَوْقَنا بِنُجُومِها ... سُيوفا وَنَقْعا يقْبِضُ الطَّرْفَ أقْتما) وَقَالَ أَيْضا (كأنَّ مُثارَ النَّقْعِ فَوْقَ رُءُوسنا ... وأسْيافَنا لَيْلُ تَهاوَى كَوَاكِبُه) ٤ - الْغَرِيب الْمضَارب جمع مضرب بِكَسْر الرَّاء وَهُوَ حَده وظبته وَبِفَتْحِهَا الْمَكَان الذى يضْرب فِيهِ الْإِنْسَان والضرائب جمع ضريبة وهى الشئ الْمَضْرُوب بِالسَّيْفِ والضرائب أَيْضا الْأَشْبَاه والأشكال الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذِه الْعَجَاجَة تنجلى عَنهُ وَقد انفلت سيوفه من كَثْرَة الضَّرْب فَكَأَنَّهَا مضروبات لَا ضاربات فَكَأَن حَدهَا الذى يضْرب بِهِ كَانَ يضْرب عَلَيْهِ وَالْعرب تَفْخَر يفل سيوفها قَالَ السموءل (وأسْيافُنا فى كلّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ ... بِها مِن قِراع الدَّارِعِينَ فُلُولُ) ٥ - الْمَعْنى يُرِيد ان سيوفه طلعت شموسا وأغمادها مشارقها فَلَمَّا ضرب بهَا غَابَتْ فى رُءُوس المضربين فَصَارَت لَهَا كالمغارب وَهَذَا من أحسن الْكَلَام وأبينه فَشبه السيوف بشموس طلعت من مشارقها وغربت فى مغاربها لكنه نَقله من أَبى نواس حَيْثُ يَقُول فى الْخمْرَة (طالِعاتٌ مَعَ السُّقاةِ عَلَيْنا ... فَإِذا مَا غَرّبن يَغْرُبْنَ فِينا)

1 / 107