Sharh Dalil al-Talib

Abdullah al-Maqdisi d. 1091 AH
58

Sharh Dalil al-Talib

شرح دليل الطالب - عبد الله المقدسي

Chercheur

أحمد بن عبد العزيز الجماز

Maison d'édition

دار أطلس الخضراء للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ مـ

Lieu d'édition

السعودية - الرياض

Genres

إلا آنية الذَّهبِ والفِضَّةِ،
اليابساتِ، فإن كانَ جلدًا وكان ميتةً طاهرةً في الحياةِ، فيباحُ استعمالُه في اليابساتِ. روايتان، ذكرَهما في "الرعاية". (إلَّا آنيةَ الذهبِ والفضةِ) لحديثِ حذيفةَ (^١) مرفوعًا: "لا تشربوا في آنيةِ الذهبِ والفضةِ، ولا تأكلوا في صحافِها، فإنَّها لهمْ في الدنيا، ولكمْ في الآخرةِ". وعنْ أمِّ سلمةَ (^٢) قالتْ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "الذي يشربُ في آنيةِ الذهبِ والفضةِ، إنَّما يجرجِرُ في بطْنِه نارَ جهنَّمَ". متفق عليهما. فتوعدُه عليه بالنَّارِ يدلُّ على تحريمِه، ولأنَّ في ذلك سرَفًا وخيلاءَ، وكسرَ قلوبِ الفقراءِ. والجرجرةُ: هو صوتُ وقوعِ الماءِ بانحدارِه في الجوفِ (^٣). يُرْوى: "نارُ جهنمَ" برفعِ الراءِ وبنصبِها. فمَنْ رفعَها (^٤) نسَبَ الفعلَ إلى النَّارِ، ومَنْ نصبَها أضمرَ الفاعلَ في الفعلِ، وجعلَ النَّارَ مفعولًا (^٥)، تقديرُه: يجرجرُ الشاربُ في بطنِه نارَ جهنمَ (^٦). والاستعمالُ في غيرِ الأكلِ والشربِ في معناهُما؛ لأنَّ ذكرَهُما قدْ خرجَ مخرجَ الغالبِ، وما كانَ كذلك لا يتقيدُ الحكمُ به (^٧).

(^١) أخرجه البخاري (٥٦٣٣)، ومسلم (٢٠٦٧). (^٢) أخرجه البخاري (٥٦٣٤)، ومسلم (٢٠٦٥). (^٣) انظر: "دقائق أولي النهى" (١/ ٥١). (^٤) في الأصل: "يرفعها". (^٥) في الأصل: "مفعوله". (^٦) انظر: "المغني" (١/ ١٠٢). (^٧) انظر: "معونة أولي النهى" (١/ ١٨٦).

1 / 60