============================================================
( اللطف والصلاح والأصلح ليسث واجبة على الله تعالى وأما قوهم: (يهدي من يشاي، ويعصم ويعافي من يشاء فضلا).
قال القاضي أبو حفص الغزنوي: بينوا بهذا أن العباد لا يستحقون على الله تعاى وجوب مراعاة الأصلح، ولا مراعاة الصلاح في حقهم، والأصل في ذلك أن في مقدور الله تعالى لطفا لو فعل ذلك بالكفار لآمنوا اختيارا، ولر يفعل بهم ذلك، فلم يكن بأن لر يعطهم ذلك بخلا ولا سفها، ولا جائرا ظالما، ولو فعل بهم ذلك لكان متفضلا منعما، لا مؤديا حقا واجبا عليه، وإن ترك لريترك واجبا، وكان ذلك عذلا منه لا جورا، ويجوز أن يفعل بالعبد ماليس بمصلحة له.
امعنى الهداية وإبطال مذهب المعتزلة] ثم معنيد قول أصحابنا: يهدي من يشاء، ومعنن قولهم: يضل من يشاء، أى يخلق فعل الاهتداء ممن يشاء، وكذلك يخلق فعل الضلال ممن يشاء، وهذا هو قول أهل الحق في تأويل الهداية المضافة إلى الله تعالى والإضلال المضاف إليه.
وخالفت المعتزلة في إضافة خلق فعل الاهتداء وخلق فعل الضلال، وقالوا: المراد من الهداية المضافة إلى الله تعالى بيان طريق الدين، لا تخليق فعل الاهتداء، وقالوا في الإضلال: هو تسمية الله تعاى إياهم ضلالا، يقال: أضله أي سماه ضالا .
وحجة أهل الحق، قالوا: لما قامت لنا الدلائل على أن الله تعالى خالق أفعال العباد كان هاديا بتخليقه فعل الاهتداى مضلا بتخليقه فعل الضلال:
Page 81