254

Commentaire sur les dons prophétiques dans les bénédictions mahométanes

شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1417 AH

Lieu d'édition

بيروت

فإن قلت: إذا قلنا بأنه ﵇ ولد ليلا، فأيما أفضل: ليلة القدر أو ليلة مولده ﵇؟ أجيب: بأن ليلة مولده ﵇ أفضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة: أحدها: أن ليلة المولد ليلة ظهوره ﷺ، وليلة القدر معطاة له، وما شرف بظهور ذات المشرف من أجله أشرف مما شرف بسبب ما أعطيه، ولا نزاع في ذلك، فكانت ليلة المولد أفضل من ليلة القدر. الثاني: أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها، وليلة المولد شرفت بظهوره ﷺ. ومن شرفت به ليلة المولد أفضل ممن شرفت بهم ليلة القدر، على الأصح المرتضى، فتكون ليلة.......................

"فإن قلت: إذا قلنا بأنه ﵇ ولد ليلا" على القول المرجوح، "فأيما أفضل ليلة القدر أو ليلة مولده ﵇" الأصل: أليلة القدر بالهمزة؛ لأنه بدل من اسم الاستفهام وحكم المبدل منه أنه يلي الهمز، قال ابن مالك رحمه الله تعالى: وبدل المضمن الهمز يلي ... همزًا كمن ذا أسعيد أم علي قلت: "أجيب بأن ليلة مولده ﵇ أفضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة، أحدها: أن ليلة المولد ليلة ظهوره ﷺ، وليلة القدر معطاة له، وما" أي: والذي "شرف بظهور ذات المشرف من أجله أشرف مما شرف بسبب ما أعطيه ولا نزاع في ذلك" الذي ذكرناه من أن ما شرف ... إلخ، وحيث لا نزاع "فكانت ليلة المولد أفضل من ليلة القدر" بهذا الاعتبار، "الثاني" من الوجوه الثلاثة "أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها" على أحد الأقوال في سبب تسميتها بذلك، والثاني: لنزول القرآن فيها، والثالث: أن الذي يراها يصير ذا قدر، والرابع: لما يكتب فيها من الأقدار فيها يفرق كل أمر حكيم. "وليلة المولد شرفت بظهوره ﷺ، ومن شرفت به ليلة المولد أفضل ممن شرفت بهم ليلة القدر" وهم الملائكة، "على الأصح المرتضى" عند جمهور أهل السنة من أن النبي أفضل من الملك، وأما نبينًا ﷺ فأفضل من جميع العالمين إجماعًا، حكاه الإمام الرازي وابن السبكي والسراج البلقيني، قال الزركشي: واستثنوه من الخلاف في التفضيل بين الملك والبشر، فهو أفضل حتى من أمين الوحي خلافًا لما وقع في الكشاف، ولذا قال بعض المغاربة جهل الزمخشري مذهبه، فقد أجمع المعتزلة على استثناء المصطفى من الخلاف، انتهى. نعم، زعم أن طائفة منهم كالرماني خرقوا الإجماع فتبعهم الزمخشري، وحيث كان كذلك "فتكون ليلة

1 / 255