(ولله جل ذكره إلى كل رصد من الباطل طلائع من الحق).
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « خير الطلائع أربعمائة » وهي: عيون الجيش، وأوائلهم، وذوو النجدة والشدة، والسبق إلى الشدائد، وطلائع الحق هم أنصار الدين، يروون ماخفي على غيرهم من المقالات الردية، فسموا طلائع الحق، سماهم بذلك عليه السلام.
(ومع كل داع إلى الضلال بينات من الهدى).
لم يرد عليه السلام أنه يدعو بدعوة الهدى والإرشاد، إنما دعا إلى الضلال، وقد أعطاه الله العقل حجة من الضلال، وبينة للجهال، وإرشادا لهم من سبيل المحال، فهذا معنى قوله: (ومع كل داع إلى الضلال بينات من الهدى).
(وإلى جنب طريق كل حيرة سبب واضح من الإرشاد، وفي كل شيء حجة قاطعة).
جنب الطريق هو: الطريق على وجه. (الحيرة)، عبارة عمن حار في الضلالة، وتحير فيها.
(سبب واضح من الإرشاد)، كناية عن علماء أهل البيت عليهم السلام، وهو مأخوذ من الحبل.
(وفي كل شيء حجة قاطعة) والشيء عند أهل الأصول هو أعم العموم.
Page 75