ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له وبالعكس نحو من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه (المجرورات) المشهورة (قسمان مجرور بالحروف ومجرور بالمضاف لا بالإضافة) على الأصح وزاد بعضهم الجر بالتبعية وبعضهم الجر بالمجاورة وبعضهم الجر بالتوهم (فالأول) وهو المجرور بالحرف (ما يجر بمن والى وعن) نحو رضي الله عن المؤمنين ورضوا عنه (وعلى) نحو قولك توكلت على الله وأقبلت عليه (وفي) نحو النعيم في الجنة وفيها ما تشتهى الأنفس (ورب) نحو رب رجل شجاع يكشف هذه الغمة (والباء) الموحدة نحو اعتصمت بالله واستعنت به (والكاف) نحو الآدمي كالنخلة إذا قطع رأسه مات (واللام) نحو الذل للبغاة ولهم سوء المنقلب (وحروف القسم وهي الباء) الموحدة (والواو والتاء) الفوقية نحو بالله والله وتالله ما رأيت فتنة أعظم من هذه الفتنة الواقعة في آخر سنة اثنين وتسعماية واعوذ الله من شر سنة ثلاث (والثاني) وهو المجرور بالمضاف (ثلاث أقسام ما يقدر باللام) الاستحقاقية (نحو غلام زيد وما يقدر) الجنسية (نحو خاتم فضة وما يقدر بفي) الطرفية (نحو مكر الليل) فالأول من الثلاثة على معنى غلام لزيد والثاني على معنى خاتم من فضة والثالث على معنى مكر في الليل وبعضهم حصر المجرورات في المضاف إليه فقط وهو كل اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجر لفظا كالقسم الأول أو تقديرا كالقسم الثاني (وأما تابع المخفوض فالصحيح في غير البدل أنه مجرور بما جر متبوعه من حرف) نحو بزيد الفاضل فالفاضل مجرور بالباء (أو مضاف) نحو غلام هند الفاضلة في الدار فالفاضلة مجرورة بإضافة الغلام إليها في المعنى وفي البدل أنه على نية تكرار العامل (وأما الجر بالمجاورة نحو هذا حجر ضب خرب) بجر خرب لمجاورته لضب المجرور وكان حقه الرفع لأنه نعت الحجر المرفوع على الخبرية (والجر بالتوهم نحو لست قائما ولا قاعد) بالجر على توهم دخول الباء في خبر ليس فإنهما يرجعان عند التحقيق إلى الجر بالمضاف وإلى الجر بالحرف كما قاله ابن هشام في شرح ملحة ابن حيان (ذكر الجمل وأقسامها الجملة كل مركب إسنادي) أفاد أم لم يفد (وهي أما فعلية أو أسمية) أي منسوبة
1 / 51