ولا شبهه (فإنه يبنى على ما يرفع به لو كان معربا فيبنى على الضم نحو يا زيد) لأنه يرفع بالضمة (وعلى الألف نحو يا زيدان) لأنه يرفع بالألف (وعلى الواو) في جمع المذكر السالم (نحو يا زيدون) لأنه يرفع بالواو (وأن كان نكرة مقصودة فإنه يبنى على الضم من غير تنوين نحو يا رجل) لمعين إجراء لها مجرى العلم في إفادة التعيين (ما لم توصف فإن وصفت ترجح نصبها على ضمها) لأن النعت من تمام المنعوت فألحقت بالشبيه بالمضاف (نحو يا عظيما يرجى لكل عظيم) فالجملة يرجى في موضع نصب نعت لعظيم هذا قول ابن مالك وقال ابن هشام الأنصاري جملة يرجى في موضع نصب على الحال من فاعل عظيما المستتر فيه والعامل في الحال هو العامل في صاحبها فهي من أمثلة الشبيه بالمضاف لا من الملحق به
(وقال: والذي تقدر فيه حركة البناء نحو المنادي المفرد المبني قبل النداء نحو: يا سيبويه، ويا حذام).
(الثالث عشر خبر كاد وأخواتها) اعلم وفقك الله أن كاد وأخواتها تسمى أفعال المقاربة وهو من باب تسمية الكل باسم جزئه وحقيقة الحال أنها (ثلاثة أقسام ما وضع للدلالة على قرب الخبر وهو ثلاثة كاد وكرب وأوشك وما وضع للدلالة على رجائه وهو ثلاثة أيضًا حرى) بالحاء والراء المهملتين (وأخلولق) بالخاء المعجمة (وعسى وما وضع للدلالة على الشروع فيه وهو كثير ومنه انشأ وطفق وعلق وجعل وأخذ وقام وهلهل وهب) بالتشديد وكلها تعمل عمل كان إلا أن خبرها يجب كونه جملة فعلية فعلها مضارع (تقول كاد زيد يقرأ فكاد فعل ماض ناقص وزيدا اسمها وجملة يقرأ في موضع نصب خبر كاد وكذا الباقي) بلا فرق إلا في اقتران الخبر بأن المصدرية فإنها في ذلك على أربعة أقسام ما يمتنع وما يجب وما يغلب وما يقل فيمتنع مع أفعال الشروع ويجب مع حرى واخلولق ويغلب مع عسى وأوشك ويقل مع كاد وكرب (الرابع عشر خبر ما الحجازية نحو ما هذا بشرا) فهذا اسمها وبشرا خبرها وإنما تعمل هذا العمل بشروط أن لا يقترن الاسم بأن الزائدة وأن لا ينتقض نفي الخبر وأن لا يتقدم الخبر على الاسم فإن اقترن الاسم بان نحو ما أن زيد ذاهب أو انتقض نفى الخبر نحو وما محمد إلا رسول أو تقدم الخبر على الاسم نحو ما في الدار رجل بطل العمل في الأمثلة الثلاثة لأنها إنما عملت حملا على ليس وليس لا يزاد بعدها أن وقد انتقض نفي الخبر بألا نحو ليس الطيب
1 / 45