Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
لجوهره وجوهره من جوهر الروح الحيواني فاحتيج إلى أن يجتمع في نفسه بمقدار ما يغتذى وينمى وينال عوض ما تحلل منه في اليقظة لأنه إذا قطع الأعمال نقص التحلل من الروح وهو دائما في الاستمداد فيتكثر جوهره وأيضا طلبا لهضم الغذاء فان اشتغال النفس في اليقظة بالافعال مما يمنعه عن تكميل الهضم فاحتيج إلى أن يجتمع في نفسه ليتدارك تقصير الهضم الواقع فيها ويتبعه الروح النفساني في الرجوع والاجتماع في الباطن وعند ذلك يجتمع الرطوبات التي يتحلل في اليقظة ويرتفع إلى الدماغ أبخرة رطبة عذبة فيسترخى الأعصاب وينطبق بعض أجزائها على بعض ويمتنع الروح من النفوذ فيها لذلك ولكثافة الأبخرة أيضا فان نفوذ الروح فيها كما قال جالينوس مثال نفوذ شعاع الشمس في الهواء والماء فإنهما متى كانا صافيين لم يمتنع نفوذه فيهما ومتى حصل فيهما تكدر كالضباب أو الدخان في الهواء وكالحماء والعكر في الماء امتنع ويختلط أيضا تلك الأبخرة بالأرواح فيغلظ قوامها وح يعسر نفوذها في مسالكها يا من جعل السماء بناء يا من جعل الأشياء أزواجا لان الوترية مما استأثرها لنفسه وما عداه زوج تركيبي وفسر الأزواج في الآية بالاشكال أي كل واحد شكل الأخر وبالذكران والإناث يا من جعل النار مرصادا سبحانك الخ أي محبسا يحبس فيه الناس أو معدة للكفار ترصد لهم خزنتها إذ المرصاد لغة المعتد لأمر على ارتقاب الوقوع فيه اللهم إني أسئلك بسمك يا سميع يا شفيع يا رفيع يا منيع فعيل من منع ككرم أي صار منيعا مجيدا يا سريع في الإجابة وسريع في حساب الخلايق وسريع في تفنن التجليات وتنوع الشئونات يا بديع يا كبير يا قدير يا خبير يا مجير اسم فاعل من اجاره سبحانك الخ ذكر خبير هنا تكرار لما مضى في فصل يا حبيب يا طبيب اه ولعل بعض نسخ الدعاء على خلاف ما وقع إلينا يا حيا قبل كل حي يا حيا بعد كل حي يا حي الذي ليس كمثله حي يا حي الذي لا يشاركه حي يا حي الذي لا يحتاج إلى حي يا حي الذي يميت كل حي يا حي الذي يرزق كل حي يا حيا لم يرث الحياة من حي يا حي الذي يحيى الموتى يا حي يا قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم سبحانك الخ التوصيف بالموصول في بعض هذه الأسماء الشريفة للتعريف بالندا بدليل البناء على الضم الذي هو حكم المنادى المفرد المعرفة والتوصيف بالجملة في بعضها وهو المقتضى
Page 237