Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
من الادراكين إذا تخلل بينهما عدم يناسب اطلاق العارف على من ذكر لان العارف شهده تعالى في معهد الست بربكم ثم تخلل الذهول عنه ونقص ميثاقه برده إلى أسفل السافلين ثم شمله العناية على وفق السابقة الأزلية وأشهده الله تعالى ذاته وصفاته وافعاله بتذكر العهد الأول وان مقتضى فطرته الأولية النور والوصل وخاصية فطرته الثانية الظلمة والفصل فيقصد النور الفطري ويتوجه إلى المحبوب الأول بعد الهجران ويرفض الظلمة ويقطع عنها بتذكر عهد الأزل بعد النسيان وانما كان الحق تعالى سرور العارفين لأنه ليس سرورهم كالاجراء من العابدين بجنة النعيم بل كل ابتهاجهم بوجهه الكريم فليس لهم هم الا هم وصاله ولو فرحوا بشئ فهو من حيث إنه مراة جماله ان قلت كيف يكون هو تعالى سرورا وهو كيفية قائمة بالنفس قلت له جوابان تقريبي وتحقيقي إما التقريبي فهو انه من باب اطلاق اسم المسبب على السبب وهو إحدى العلاقات المشهورة للمجاز المرسل واما الحقيقي فكما مر ان العلم والقدرة مثلا حيث إن حقيقتهما الوجود الحقيقي وحقيقة الوجود مقولة بالتشكيك كانا في مرتبة كيفيتين نفسانيتين بل القدرة كيفية في القوة المنبثة في العضلات وفى مرتبة جوهرين مفارقين وفى مرتبة وجوب ذاتي فكذلك السرور في مرتبة معنى مصدري وفى مرتبة حقيقته كيفية نفسانية وفى مرتبة وجوب ومن هنا يقول الحكيم الابتهاج عين ذاته ويقول العارف إذا تم العشق هو الله أو إذا تم الفقر هو الله يا منى المحبين وفى لفظ المنى الذي من التمني إشارة إلى أن المراد بالمحبين المحبون الغير المحبوبين فلا يخلو محبتهم عن شوب ألم فقد وحزن فراق بخلاف الاسم الشريف السابق وبخلاف المحبين المحبوبين الذين سمى سيد هم وخاتمهم بحبيب الله قال في المجلى اعلم أن السلوك سلوكان سلوك المحبوبية وسلوك المحبية والأول هو ان يكون وصول السالك إلى الله سابقا على سلوكه بمعنى ان يكون وصوله إلى الله تعالى بغير سلوك ومجاهدة ورياضة بزهد وتقوى وأمثالها واحتياج إلى مرشد ومعلم بل بمحض العناية الأزلية والهداية الحقيقية الأولية المشار إليهم بقوله تعالى الذين سبقت لهم منا الحسنى والثاني هو ان يكون وصول السالك إلى الله تعالى موقوفا على سلوكه إليه وقربه منه مشروطا بمجاهدته ورياضته بزهده وتقواه بمرشد وشيخ ومعلم المشار إليهم بقوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فالطايفة الأولى هم المحبوبون من الأنبياء والأولياء والتابعين لهم على
Page 197