225

Explication des Souffles Spirituels

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ومن ذلك آخبر أيضا حيث قال: "العجز عن درك الإدراك إدراك" يعني إنما الادراك للمطلوب مع العجز عن الادراك والعلم به مع الجهل والمعرفة مع الإنكار ولا خبر بذلك إلا لمن وصل إلى ذلك وقليل ما هم، وإن شئت أشرت لك إلى أمارة من أمارات السبيل إلى هذا العالم وهو أن تشاهد أحذا كبيرا، وأحدا كثيرا، فردا جمعا غضيرا، وحدا لا في مكان فردا في كل مكان، كلا لا في زمان كاثينا في كل يمن وأوان حاضرا عند كل شيء غائبا و عن كل شيء وذاته بتفسه غير غائب لا عازب عن شيء جميلا، مهيبا، ساخطا، رحيتما، منتقما، كريتما سميغا كله بكله، سميغا بصيرا كله بكله بصير، كله ذات، كله وجه، كله يد كله واحد أحد فرد وتر ليس كمثله شيء، فاذا شاهدته بهذه الصفات المتنافية في العقل، و جاوزت عنها خلص آن بلغت من عرضة عوالم المعلوم المجهول، وفهمت تفسير ليس كمثله شيء ولم أجد في العقل ولا في الشرع عبارة منبئة عن هذا المقام صريحا، ولا كناية الإشارة قوله تعالى: كيس كمثله شييء} [الشورى: 11].

وسماه على بقوله: "لا هو إلا هو" سماه هو مع نفي الهوية عن كل شيء سواه إذ لم يجد عبارة أبين من ذلك وإني أقول: العجب الذي لا عجب إلا هو وكل ذلك إشارة إلى أنه شيء موجود ثابت ليس مثله شيء قط.

أما قوله: "والمشاهدة مشاهدة الجحود" يعني مشاهدة مع الجحود والمشاهدة أبلغ من المعرفة على ما عرف من قبل تعني أن المشاهدة في هذا العالم أيضا هو مع الجحود لضرورة أنه يشاهد بالحقيقة العقل، والحواس ثمرة عالم الأجسام فتشاهده وينكره نفسه، وعقل، وقلبه، وسره، وروحه، فهذا إدراك وعجز عن الادراك فافهم إن شاء الله وحده.

ثم يرتقي من هنا إلى عالم المعاينة فيعاينه عيائا والمعاينة أبلغ من المشاهدة

Page 225