وإلى هذا أشار بقوله:
..................... ... وكن مخيرا ..............
في الباقيات ............ ... .....................
تقول: إني، وإنني، وكأنني، ولكني، ولكنني: بإثبات النون، وحذفها، لأن هذه الحروف قريبة الشبه من الفعل، فحسن فيها أن تصان عما صين عنه الفعل تارة إلحاقًا لها به، وألا تصان عنه أخرى، فرقًا بينهما، وبينه.
واستأثرت (ليت) بلزومها في الغالب إلحاق النون، قبل ياء المتكلم تنبيهًا على مزيتها على أخواتها في الشبه بالفعل، إذ كانت تغير معنى الابتداء، ولا يتعلق ما بعدها بما قبلها.
وخصت (لعل) بغلبة التجريد، لأنها أبعد من أخواتها عن الفعل لشبهها بحروف الجر في تعليق ما بعدها بما قبلها، كما في قولك: تب لعلك تفلح.
وإذا كانت الياء مجرورة لم تلحق قبلها النون، إلا أن يكون الجار من، أو عن، أو لدن، أو قد بمعنى حسب، أو قط أختها.
فأما (من، وعن) فلابد معهما من النون، نحو: مني وعني، إلا فيما ندر من إنشاد بعض النحويين: [من المديد]
٢٨ - أيها السائل عنهم وعني ... لست من قيسٍ ولا قيس مني
وأما (لدن) فالأكثر فيها إلحاق النون، وقد لا تلحق، كقراءة نافع (من لدني عذرًا) [الكهف /٧٦]. وكذا قرأ أبو بكر، إلا أنه أشم ضمة الدال.
وأما (قد، وقط) فبالعكس من (لدن)، لأن قدي، وقطي في كلامهم أكثر من قدني، وقطني.
1 / 44