وقد اجتمع الاعتباران في قوله: [من البسيط]
٩ - كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
إلا إن اعتبار اللفظ أكثر، وبه جاء التنزيل، قال الله ﷿: (كلتا الجنتين آتت أكلها) [الكهف /٣٣]. ولم يقل: آتتا.
فلما كان لـ (كلا وكلتا) حظ من الإفراد، وحظ من التثنية أجريا في إعرابهما مجرى المفرد تارة، ومجرى المثنى أخرى، وخص إجراؤهما مجرى المثنى بحال الإضافة إلى المضمر، لأن الإعراب بالحروف فرع عن الإعراب بالحركات، والإضافة إلى المضمر فرع عن الإضافة إلى الظاهر؛ لأن الظاهر أصل المضمر، فجعل الفرع مع الفرع، والأصل مع الأصل تحصيلا لكمال المناسبة.
٣٥ - وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ... سالم جمع عامرٍ ومذنب
٣٦ - وشبه ذين وبه عشرونا ... وبابه الحق والأهلونا
٣٧ - أولو وعالمون عليونا ... وأرضون شذ والسنونا
٣٨ - وبابه ومثل حينٍ قد يرد ... ذا الباب وهو عند قومٍ يطرد
القول في هذه الأبيات يستدعي تقديم مقدمة، وهي أن الاسم الدال على أكثر من اثنين على ثلاثة أضرب: جمع، واسم جمع، واسم جنس.
وذلك، لأن الدال على أكثر من اثنين بشهادة التأمل: إما أن يكون موضوعًا للآحاد المجتمعة، دالا عليها دلالة تكرار الواحد بالعطف، وإما أن يكون موضوعًا لمجموع
1 / 23