62

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Maison d'édition

دار أطلس الخضراء

Numéro d'édition

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Genres

قال ابن القيم: عن إلحاد المشبهة: "فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة، فإن أولئك نفوا صفات كماله وجحدوها، وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم إلحاد وتفرقت بهم طرقه"١. • الصنف الثالث - المعطلة: وهم الذين عطّلوا الرب عما يجب أن يثبت له من الأسماء والصفات. والتعطيل على ثلاث مراتب: ١ - وصف الله بسلب النقيضين، هو مذهب غلاة المعطلة، فإنهم يقولون: لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، لأننا لو وصفناه بالإثبات لشبهناه بالمخلوقات، ولو شبهناه بالنفي لشبهناه بالمعدومات. ٢ - وصف الله بالسلب والإضافة دون صفات الإثبات وهو مذهب المعطلة من الفلاسفة والجهمية، وهؤلاء كلهم ينفون الأسماء والصفات. ٣ - إثبات الأسماء دون الصفات وهو مذهب المعتزلة ومن تبعهم٢. والمعطلة قسمان: أهل تأويل وأهل تجهيل: أما أهل التأويل: فهم الذين يصرفون معاني نصوص الكتاب والسنة عن معانيها الظاهرة بغير حجة، وهذا التحريف بعينه٣. وأما أهل التجهيل: فهم الذين ينُكرون معاني الأسماء والصفات ويثبتون ألفاظًا لا معاني لها٤. ٢ - وجه مفارقة المعطلة بطريقة الرسل في الصفات: المعطلة فارقت طريقة الرسل من وجوه: ١ - أن المعطلة لا يصفون الله إلا بالصفات السلبية التي لا تتضمن إثبات

١ بدائع الفوائد (١/١٧.) . ٢ مجموع الفتاوى (٣/٧ـ٨) بتصرف. ٣ درء تعارض العقل والنقل (١/٨،٩) . ٤ مختصر الصواعق (ص٥٤) .

1 / 92