142

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

Genres

دلالة حديث ابن مسعود في الأمر باستذكار القرآن على أنه كلام الله
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وروى عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم من عقله).
وهو مكتوب في المصاحف].
قوله: (استذكروا القرآن فهو أشد تفصيًا) يعني: أشد خروجًا وتخلصًا، والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه والبخاري وأحمد والدارمي وغيرهم، وفيه الحث على مراجعة واستذكار القرآن.
وقوله ﷺ: (استذكروا القرآن) دال على أن القرآن محفوظ في الصدور ويستذكره الإنسان، ودال أن الحافظ إنما يحفظ كلام الله، ولهذا يستذكره حتى لا ينساه.
وقوله: (فلهو أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم) يعني: الإبل من علقه، وفي اللفظ الآخر: (من عقلها).
وعقل البعير: أن تربط ساقه إلى فخذه إذا برك حتى لا يقوم ويهرب، فإذا استطاع بعير الوقوف وقف وحرك يده المربوطة حتى يحل العقال، فإذا رأته بقية الإبل قامت وفعلت فعله، وهكذا تتابع في تفلتها.
فالنبي ﷺ شبه تفلت القرآن من الصدور مثل تفلت الإبل المعقلة، تتفلت شيئًا بعد شيء، فإن كان عندها صاحبها يتعاهدها ثبتت في مكانها، وكذلك الإنسان إن كان يستذكر القرآن بقي محفوظًا في صدره، وإن كان لا يستذكره نسيه.
والشاهد من الحديث قول النبي ﷺ: (استذكروا القرآن)، وقد دل على أن القرآن محفوظ في الصدور، وهو مكتوب.

7 / 10