شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
91

شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

Genres

اعتقاد ابن عبد البر في الصفات قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال أبو عمر أيضًا: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز]. وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، حيث يقرون بالصفات، ويؤمنون بها، ويعتقدون معناها، أما الكيفية فيفوضونها إلى الله، ويؤمنون بها على حقيقتها، كما قال الإمام مالك ﵀: الاستواء معلوم والكيف مجهول، فيؤمنون بالاستواء باللفظ والمعنى على حقيقته وأنه استواء حقيقي، أما الكيفية فلا يعلمها إلا الله. قال: [وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك]. أما أهل البدعة فيقولون: الاستواء مجاز، ومعناه الاستيلاء وهذا باطل. قال: [إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة. وأما أهل البدع من الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرونها ولا يحملون شيئًا منها على الحقيقة]. بل يحملوها على المجاز، والخوارج يغلب عليهم اتباع المعتزلة، ولاسيما المتأخرون. قال: [ويزعمون أن من أقر بها مشبه]. هكذا يزعمون، أن من أثبت الاستواء والعلم والقدرة فهو مشبه. قال: [ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود]. وهم -يعني: المعطلة- عند من أقر بها -وهم أهل السنة- نافون للمعبود أي: الله، والمعنى: أن المعطلة هم عند أهل السنة نافون للرب واصفوه بالعدم؛ لأنهم لما نفوا الأسماء والصفات أنتج النفي أنهم نفوا الرب فلم يثبتوا معبودهم. نسأل الله السلامة والعافية. قال: [والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وهم أئمة الجماعة. هذا كلام ابن عبد البر إمام أهل المغرب].

10 / 5