Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
54

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

Maison d'édition

دار الوطن للنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ

Lieu d'édition

الرياض

Genres

أبا لهب، بل يجب علينا أن نتبرأ من أبي لهب ومن غيره من أقارب الرسول علي الصلاة والسلام ممن مات على الكفر. مسالة: هل زوجات النبي ﷺ يعتبرون من آله؟ الجواب: الصحيح أنهن من آله. وقوله: (وصحبه)، الصحب والأصحاب والصاحب - في اللغة العربية - تدل على المرافق الملازم، ولهذا نقول إن أصحاب النار هم أهلها الخالدون فيها، ولا يكون الإنسان صاحبا ألا بملازمة طويلة، ألا أصحاب رسول الله ﷺ فإن مجرد الملاقاة مع الإيمان به تكون بها الصحبة؛ فالصحابي من اجتمع برسول الله ﷺ مؤمنا به ومات على ذلك، حتى وإن لم يجتمع به ألا لحظة واحدة فهو صحابي. وقوله: (الأبرار): جمع بر، وضدها الفجار، قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطففين: ٧) وبعد ذلك قال: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (المطففين: ١٨) . فالأبرار جمع بر، وضده الفاجر، والبر في الأصل كثير الخير، ومنه قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور: ٢٨) فالأبرار هم الذين أكثروا من الأعمال الصالحة. ولا نعلم أحدًا من الخلق أكثر عملا في الصالحات من الصحابة ﵃، ولهذا قال النبي ﵊: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» (١) ويجب علينا نحن خلف الأمة أن نعرف لهؤلاء

(١) رواه البخاري، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد، رقم (٢٦٥٢)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ﵃، رقم (٢٥٣٣) .

1 / 59