Sharh al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Ghunayman

Abdullah bin Muhammad Al-Ghunayman d. Unknown
106

Sharh al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Ghunayman

شرح العقيدة الواسطية للغنيمان

Genres

اختلاف الصحابة في رؤية النبي ﷺ ربه ليلة المعراج اختلف الصحابة ومن بعدهم في رؤية النبي ﷺ لربه ليلة المعراج، فجاء نفيه عن أكثر الصحابة، وجاء إثبات ذلك عن بعضهم مثل ابن عباس، والصواب أن ابن عباس جاء عنه شيء مجمل، فقد جاءت عنه روايتان: الأولى: أنه قال: رآه، يعني: رؤية مطلقة، والثانية: جاءت مقيدة فإن رآه بفؤاده، ومن المعلوم أنه إذا جاء نص فيه إطلاق وجاء نص أخر مقيد أن المطلق يحمل على المقيد. وأما عائشة ﵂ فإنها نفته نفيًا باتًا بل لما قال لها السائل: هل رأى رسول الله ﷺ ربه، قالت: لقد تكلمت كلمة قف منها شعري! من قال لك: إن محمدًا ﷺ رأى ربه فقد كذب والله جل وعلا يقول: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾ [الأنعام:١٠٣]، ومن قال: إنه كتم شيئًا فقد كذب والله جل وعلا يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة:٦٧]، فأنكرت ذلك إنكارًا عامًا، والصواب في هذا أن الرسول ﷺ لم ير ربه، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر (أنه قال: قلت: يا رسول الله! هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنّى أراه؟!) وفي رواية: (رأيت نورًا) وفي رواية: (رأيت نارًا)، وهذا نص صريح في أن الرسول ﷺ لم يره. من الناس من إذا قيل له: إن صفات الله جل وعلا وأسماءه والتوحيد لم يقع فيه خلاف بين العلماء يعترض بمثل هذه المسألة، وهذا الاعتراض ليس في مكانه؛ لأن هذه مسألة فرعية في الصفات، ولو ثبتت لوجب القول بها، ولكنها لم تثبت فإذا لم تثبت فإنه لا يكون في ذلك خلاف، وأما الخلاف الذي وقع فقد ارتفع.

7 / 6