Sharh Akhsar al-Mukhtasarat
شرح أخصر المختصرات لابن جبرين
Genres
حكم من صلى خلف الصف منفردًا
من صلى خلف الصف وحده ورد فيه حديث: (لا تصح صلاة المنفرد خلف الصف) وورد أنه ﷺ: (رأى رجلًا يصلي خلف الصف فأمره بأن يعيد)؛ وذلك لكونه منفردًا.
يكثر السؤال عما إذا جاء والصف مكتملًا فماذا يفعل؟ الجمهور على أنه يصلي منفردًا أو ينتظر حتى يأتي أحد ويصلي معه، وأجاز شيخ الإسلام ابن تيمية بأن يصلي وحده فردًا مع الإمام؛ حتى لا تفوته صلاة الجماعة وهو ينظر إليهم، فقد يأتي وهم في الركعة الأولى وينتظر ولا يأتيه أحد فهل نقول له: اترك صلاة الجماعة وصل وحدك وهو ينظر للجماعة وقد جاء من مكان بعيد؟ في هذا شيء من الخطأ أو شيء من التفويت، لذلك كثر البحث في هذه المسألة وكثر الكلام حولها.
أولًا: نقول له: التمس فرجة، بأن يقرب بعضهم إلى بعض حتى تكون بينهم فرجة تتسع له.
ثانيا: إذا وجدهم متراصين تراصًا شديدًا جاز له أن ينبه أحدهم ليتأخر معه، ورد في ذلك حديث أنه قال: (هلا التمست فرجة أو اجتررت رجلًا) ولو كان الحديث ضعيفًا لكن عمل به كثير من الفقهاء وكرهوا أن يجتذبه بقوة؛ لأن هذا تصرف مؤذ، ولكن ينبهه بكلمة خفيفة أو يسحبه سحبًا خفيفًا أو نحو ذلك، وحملوا عليه الحديث الذي فيه: (لينوا في أيدي إخوانكم) أن المراد: إذا طلبك أن تتأخر معه حتى تصح صلاته، فتأخر.
ورد أيضًا: (أنه إذا اجتذبه فإن لهذا المجتذب أجر)؛ لأنه وصل صفًا ومن وصل صفًا وصله الله، فإذا لم يستطع أن يجتذب أحدًا لكونهم امتنعوا، فله أن يخرق الصف ويقوم عن يمين الإمام إذا كان هناك متسع عن يمينه، فإذا لم يستطع وكثرت الصفوف ولا يستطيع أن يخرقها وصلى وحده، عملًا بما اختاره شيخ الإسلام فلعل ذلك يجزئه وهو أولى من تفويت الصلاة وهو ينظر.
9 / 20