سيدي صاحب القصة أحمق فتح الميم فصارت بسنين فقال لولا حمقه وحمق صاحبه مت اليوم من الجوع فأتي بجام مملوء خصيبا فخجل فقال المأمون بحياتي عليك ألا ملت نحوه فأكلت فأكل وغسل يده وعاود القراءة فما سقط بحرف حتى انقضى المجلس.
وقوله " ومن قول آخر في وصف برذون أهداه وقد بعثت به أبيض الظهر والشفتين فقيل له أرثم ألمظ فقال لهم فبياض الظهر قالوا لا ندري قال فإنما جهلت من الشفة ما جهلتم من الظهر ".
البرذون من الخيل ما كان من غير نتاج العراب والأنثى برذونة وسيرته البرذنة وقوله بعثت به الصواب بعثته لأن بعثت متعد بنفسه فاستغنى عن حرف الجر قال الله تعالى " يا ويلنا من بعثنا " ولم يقل من بعث بنا وقال عز اسمه " ثم بعثنا من بعدهم موسى " وإذا ابيضت جحفلة الفرس العليا فهو أرثم وإذا ابيضت جحفلته السفلة فهو ألمظ فأراد أبيض الظهر فهو أرحل وقيل الأرحل الذي في موضع ملبده بياض من البلق.
وقوله " ولقد حضرت جماعة من وجوه الكتاب والعمال والعلماء بتحلب الفيء وقتل النفوس فيه وإخراب البلاد والتوفير العائد على السلطان بالخسران المبين وقد دخل عليهم رجل من النخاسين ومعه جارية ردت عليه بسن شاغية زائدة فقال تبرأت إليهم من الشغا فردوها علي بالزيادة فكم في فم الإنسان من سن فما كان فيهم أحد عرف ذلك حتى أدخل رجل منهم سبابته في فيه يعد بها عوارضه فسال لعابه وضم رجل فاه وجعل يعدها بلسانه فهل يحسن بمن ائتمنه سلطان على رعيته وأمواله ورضي بحكمه ونظره أن يجهل هذا من نفسه وهل هو في ذلك إلا بمنزلة من جهل عدد أصابعه ".
الفيء الغنيمة والخراج وتخلبه جبابته واستخراجه والسلطان الحجة ولذلك قيل للأمراء سلاطين وقال الزّجاج اشتقاقه من السليط وهو ما يضاء به ومن هذا قيل
1 / 44