مقبلة، و(كانت) في هذا الموضع هي كان التامة، وفيها ضمير فاعل يعود إلى المبتدأ المحذوف. ومثله: شربك السويق ملتوتا، فمعناه: شربك السويق إذا كان ملتوتا، وضربك زيدا إذا كان قائما.
فإن قال قائل: فإذا جعلت كان، تامة، فهي بمعنى حدث ووقع، والذي مثلت به؛ فاعله لم يحدث في الحال التي أخبرت بها عنه، لأنك إذا قلت: شربك السويق ملتوتا، فمعناه: شربك السويق إذا كان السويق ملتوتا، وضربك زيدا إذا كان زيد قائما. فالسويق وزيد، لم يحدثا في الحال التي أخبرت بها؛ فلم لم تجعل كان - في هذا وأشباهه - ناقصة، وتجعل هذا المنصوب خبرا؟ قيل له: قولنا شربك السويق ملتوتا، وضربك زيدا قائما، معناه: شربك السويق إذا حدث لته، وضربك زيدا إذا حدث قيامه، فاللفظ لزيد والسويق، والمراد الإخبار عن حدوث أحوالهما.
فإن قال قائل: قولك: كان أخوك ظريفا، وكان زيد ذاهبا، هو إخبار عن حدوث ذهابه وحدوث ظرفه، فاجعل (كان) تامة في مثل ذا الموضع وفي جميع احوالها؛ قيل له:
ليس معنى الكلام الإخبار عن حدوث الظرف والذهاب، وإنما معناه الإخبار عن استحقاق زيد لهذا الوصف فيما مضى من الزمان، ولهذا كان الخبر يجوز أن
يكون معرفة ونكرة. ومع هذا إنا لم نعلق وقوع شيء من الأشياء بحدوث الظرف والذهاب، كما فعلنا في قولك: شربك السويق
1 / 6