كان النعمان بن المنذر، فوافى النابغة ليلقى النعمان، فخبره عصام ابن شهبر حاجبه إنه عليل، فقال أبياتا من جملتها ما أنشدته.
يقول: أن يمت النعمان يذهب خير الدنيا، لأنها كانت تعمر به وبجوده وبعدله ونفعه للناس. والشهر الحرام، يريد إنه من كان في ذمته وفي سلطانه فهو من على نفسه محقوق الدم، ونمسك بعده بذناب عيش أي: نبقى في طرف عيش قد مضى صدره وخيره ومعظمه، وقد بقي منه ذنبه وما لا خير فيه.
والاجب: الجمل المقطوع السنام. يريد أن عيشنا قد ذهب معظمه خيره وما كنا فيه من السعة والخصب، فهو كبعير قد جب سنامه.
و(نمسك) يجوز فيه أن يجزم ويكون معطوفا على قوله (يهلك) الذي هو جواب الشرط. ويجوز أن يرفع على استقبال خبر يخبر به، أي: ونحن نمسك بعده بذناب عيش. ويجوز أن ينصب على الجواب بالواو.
ويجوز أن ينشد: أجب الظهر بإضافة أجب إلى الظهر، ويجوز أن ينشد ينصب الظهر ويكون التنوين سقط من اجب لأنه لا ينصرف والتنوين متنوي. وإنشاد الكتاب على نصب الظهر.
المفعول لأجله
قال سيبويه في باب ما ينتصب من المصادر لأنه عذر لوقوع الأمر، وهذا الباب هو باب المفعول له. ثم ذكر وجه النصب حتى انتهى إلى التمثيل فقال: وذلك قولك: أتيتك حذار الشر، وفعلت ذاك مخافة فلان وادخار فلان. قال النابغة الذبياني:
1 / 23