قلت: انته وائت أمرا قاصدا. ثم قال: فحذف هذا كحذفهم: ما رأيت كاليوم رجلا. ومثل ذلك قول القطامي
كأَنَّ نُسوعَ رَحْلي حينَ ضَمَّتْ ... جوالِبَ غُرَّزا وَمعي جِياعا
على وَحْشِيَّةٍ خَذَلَتْ خَلوجٍ ... وكان لها طَلًا طفلٌ فضاعا
فَكَرَّتْ تَبْتَغيهِ فَوافَقَتْهُ ... على دَمِه ومَصرَعهِ السَباعا
هذا إنشاد سيبويه، والشاهد فيه إنه نصب (الباع) بإضمار: وافقت السباع على
مصرعه، وإنما حذفه لدلالة (وافقته) على ما تقدم من البيت.
وأنشد غير سيبويه:
فكرت عند فيقتها إليه ... فألفت عند مصرعه السباعا
النسوع: حبال من أدم، وقوله حين ضمت يريد: حين شدت على حوالب ناقتي، والحوالب: عروق الضرع، والغرز: جمع غارز وهي التي لا لبن لها، ومعي جياعا: أراد بالمعي الأمعاء، ولذلك وصفها بالجمع، وقوله: (على وحشية)
1 / 15