L'honneur de Mustafa
شرف المصطفى
Maison d'édition
دار البشائر الإسلامية - مكة
Numéro d'édition
الأولى - 1424 هـ
142-
وفي رواية أخرى قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استأجرته خديجة، وبعثته مع ميسرة إلى الشام، وكان إذا دنا قدومه من مكة جلست خديجة في شرفة لها فترى من يطلع من عقبة المدينة، وكان يوم صائف، وهي تنتظر ميسرة، إذ طلع رجل من عقبة المدينة والسماء ليس فيها سحاب إلا بقدر ذلك الذي يظل الرجل، فلما رأت طلوعه، ورأت على رأسه السحابة قالت: إن كان ما يقوله اليهودي حق فما ذلك الرجل إلا هذا، لأني لا أرى في السماء سحابا إلا قدر ما يظل هذا الرجل، - وأخرج من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال: استأجرته إلى الشام، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما الشام، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة صومعة قريبا من راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة وقال: من نزل تحت الشجرة؟ فقال: رجل من قريش من أهل الحرم، قال: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الظهيرة واشتد الحر لم يزل ملكان يظلانه من الشمس، فلما قدم ميسرة على خديجة أخبرها بقول الراهب، وما رأى من الملكين، فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا ابن عم إني قد رغبت فيك.
قال هشام بن عروة، عن أبيه: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمومته فذكر لهم ما قالت له خديجة، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على عمها عمرو بن أسد، فزوجه، فولدت له قبل أن ينزل عليه الوحي ولده كلهم:
القاسم، والطاهر، والطيب، ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة.
قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الحسن، عن عبد السلام بن عبد الله، عن معروف بن خربوذ قال: قال عمار بن ياسر: أنا أعلم الناس بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة، كنت صديقا له في الجاهلية، فأقبلت معه وهو ابن بضع وعشرين سنة، فمررنا بين الصفا والمروة، فإذا خديجة وأختها هالة تبيعان أدما بالحزورة، فنظرت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يستضاء به-
Page 416