L'Importance de la Prière

Abou Soulayman Khattabi d. 388 AH
64

L'Importance de la Prière

شأن الدعاء

Chercheur

أحمد يوسف الدّقاق

Maison d'édition

دار الثقافة العربية

وأرادوا بناءهُ (١) على أساسِ إبراهيمَ -صلواتُ الله عليه (٢) - فَجَاءَتْ حيةٌ عظيمةٌ، فحملتْ عليهم، فارْتَدَعُوا. فعندَ ذلكَ قال شيخ منهم كبيرٌ (٣): "اللهم لا تُرَعْ، ما أرَدنَا إلا تَشْييدَ بيتِكَ، وتشريفَهُ" وكقولِ بعْضهم -وإنْ كان مِنَ المذكورينَ في الزهَادِ-: "نعم المرءُ ربُّنَا، لو أطعناهُ لم يَعْصِنا" فإنَها في أخواتِها، ونظائِرِها عجرفية في الكلامِ، وتهورٌ فيه، والله -سبحانَهُ- مُتَعَالٍ عن هذه النعوتِ، وذكرُهُ مُنَزَّهٌ عن مثلِ هذِهِ الأمورِ، وقد رَوَيْنا عَنْ عَونِ بنِ عبد الله، أنهُ كانَ يقولُ: "ليعظِّمْ أحدكُم رَبَّهُ، أن يذكرَ اسمه في كل شيء، حتى يقولَ: أخْزَى اللهُ الكلبَ، وفعل الله بِهِ كذا". وكانَ بعضُ من أدْرَكْنَاهُ (٤) مِنْ مَشَايخنَا قَلَّ ما يذكر اسم الله -جل وعز- إلا فيما

(١) في (م): "بناءها". قلت: ذكَّرهُ هنا على معنى: البيت. (٢) في (م): "﵇". (٣) القائل هو الوليد بن المغيرة، وفي خبر هدم قريش الكعبة وبنائها: أنه كانت حية تخرج من بئر الكعبة التي يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم فتتشرق -أي تبرز للشمس- على جدار الكعبة، لا يدنو منها أحد إلا كشت وفتحت فاهًا وكانوا يهابونها، ويزعمون أنها تحفظ الكعبة وهداياها. وقال ابن عيينة: فبعث الله تعالى طائرًا فاختطفها وذهب بها؛ فقالت قريش: نرجو أن يكون الله تعالى رضي لنا بما أردنا فعله! فأجمع رأيهم على هدمها وبنائها اهـ. كذا جاء الخبر في أخبار مكة ٣/ ٥٠ وتاريخ الطبري ٢/ ٢٨٧، ٢٨٨ وسيرة ابن هشام ١/ ١٩٣، والكامل في التاريخ ٢/ ٤٤ والسيرة لابن كثير ١/ ٢٧٥. (٤) في (م): "أدركنا".

1 / 18