49 - أنا به إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغداذي المعروف بالحنبلي، نا أبو بكر بن شقير النحوي، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، أنا محمد بن عمر الواقدي، نا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. قال: فإني لأخطب يوما على الناس وحبر من أحبار اليهود واقف في يده سفر ينظر، فناداني وقال: صف لنا أبا القاسم عليه السلام. فقال علي رضي الله عنه: رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، هو رجل الشعر أسود، ضخم الرأس، مشرب لونه حمرة، عظيم الكراديس ، شثن الكفين والقدمين، طويل المسربة، أهدب الأشفار، مقرون الحاجبين، صلت الجبين، بعيد ما بين المنكبين، إذا مشى تكفأ كأنما ينزل من صبب، لم أر قبله مثله، ولم أر بعده مثله. قال علي: ثم سكت، فقال: الحبر: ثم ماذا؟ فقال علي: هذا ما يحضرني. فقال الحبر: في عينيه حمرة، حسن اللحية، حسن الفم، تام الأذنين، يقبل جميعا ويدبر جميعا. فقال علي: هذه والله صفته. قال الحبر: وشيء آخر. قال علي: ما هو؟ قال الحبر: جنأ. قال علي: هو الذي قلت لك: كأنما ينزل من صبب. قال الحبر: فإني أجد هذه الصفة في سفر آبائي، ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته، ثم يهاجر إلى حرم آخر يحرمه هو، تكون له حرمة كحرمة الحرم الذي حرم الله، ونجد أنصاره الذين هاجر إليهم قوما من ولد عمرو بن عامر أهل نخل، وأهل الأرض قبلهم اليهود، قال: قال علي: هو هو، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحبر: فإني أشهد أنه نبي، وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، فعلى ذلك أحيا، وعليه أموت، وعليه أبعث إن شاء الله. قال: فكان علي يعلمه القرآن، ويخبره شرائع الإسلام، ثم خرج علي والحبر هناك، حتى مات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وهو مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، مصدق به.
ونحو هذا الخبر مما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم:
Page 130