وكان صلى الله عليه وسلم فعم الأوصال، سبط القصب، [شثن] الكف، رحب الراحة، سائل الأطراف، كأن أصابعه قضبان الفضة، كفه ألين من الحرير، كأن كفه كف عطار طيبا، مسها بطيب أو لم يمسها، يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها، ويضعها صلى الله عليه على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان بريحها على رأسه.
وكان صلى الله عليه وسلم عبل ما تحت الإزار من الفخذ والساق، شثن القدم غليظهما، ليس لها أخمص، ومنهم من قال: "كان في قدمه شيء من خمص"، يطأ الأرض بجميع قدميه، معتدل الخلق، بدنا صلى الله عليه في آخر عمره، وكان ذلك البدن متماسكا، يكاد يكون على الخلق الأول، ولم تضرره السن.
وكان صلى الله عليه فخما مفخما في جسده كله، إذا التفت التفت جميعا، وإذا أدبر أدبر جميعا، وكان يقال: " فيه شيء من الصور".
Page 83