67

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Maison d'édition

دار القمة

Numéro d'édition

-

Lieu d'édition

الإسكندرية

Genres

كما يؤخذ من الحديث تواضعه ﷺ حيث كان يأكل من الهدية. فعن أبي هريرة أنّ النّبيّ ﷺ كان إذا أتي بطعام سأل عنه فإن قيل: هديّة أكل منها وإن قيل: صدقة لم يأكل منها. (رواه مسلم) «١» . ٧- عدم التوريث عن عائشة ﵂ أنّ أزواج النّبيّ ﷺ حين توفّي رسول الله ﷺ أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهنّ، فقالت عائشة: أليس قد قال رسول الله ﷺ: «لا نورث ما تركنا صدقة» «٢» . الشاهد في الحديث: قوله ﷺ: «لا نورث ما تركنا صدقة» ومقصود الجمع في قوله ﷺ: «لا نورث» أي: نحن معاشر الأنبياء. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: عدم توريث الأنبياء من الأمور التي حفظ الله بها أعراض الأنبياء من الطعن والذم في حياتهم، وحفظ بها أهل قرابتهم بعد مماتهم من التطاحن والاختلاف. وعدم التوريث من الأمور التي كانت بلا شك تضيقا في الظاهر على قرابة الأنبياء، ولكن الله ﷿ عوضهم عن ذلك ما هو أعظم بركة وأجرا وذكرا في الدنيا والآخرة، قال الإمام النووي- ﵀ (قال العلماء: الحكمة في أن الأنبياء صلوات الله عليهم لا يورثون أنه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنى موته- أي النبي ﷺ فيهلك؛ ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثه فيهلك الظان، وينفر الناس عنه) «٣» . الفائدة الثانية: في الحديث دليل على فقه عائشة ﵂، وسعة حفظها واطلاعها على ما لم يطلع عليه غيرها من أزواج النبي ﷺ، والدليل على ذلك أنها احتجت بما سمعته من النبي ﷺ في المسألة، وهي فضيلة ظاهرة لعائشة ﵂. الفائدة الثالثة: ليس هناك حرج أن يطلب المسلم (مهما علا قدره في الدين والعلم

(١) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب: قبول النبي ﷺ الهدية، برقم (١٠٧٧) . (٢) رواه البخاري، كتاب الفرائض، باب: قول النبي ﷺ: «لا نورث ما تركنا صدقة»، برقم (٦٧٣٠) . (٣) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٢/ ٧٤) .

1 / 72