Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Maison d'édition
دار القمة
Numéro d'édition
-
Lieu d'édition
الإسكندرية
Genres
أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة» «١» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «ما بعث الله نبيّا إلا رعى الغنم» .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
قال الإمام النووي: (والحكمة في رعاية الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم للغنم؛ ليأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفى قلوبهم بالخلوة ويترقوا بالنصيحة إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة) «٢» .
الفائدة الثانية:
بيان أن النبي ﷺ قد بلغ المنتهى في التواضع، قال الإمام ابن حجر- ﵀: (وفي ذكر النبي ﷺ لذلك بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله ما كان عليه ﷺ من عظيم التواضع لربه والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء) «٣» .
الفائدة الثالثة:
في الحديث دليل على أن الله ﷿ يتكفل الأنبياء بالرعاية والحفظ والتربية الربانية من قبل بعثتهم، وهذا دليل على شرفهم وعلو منزلتهم وعظيم الأمانة التي حملها الله لهم.
٤- التحذير من الدجال:
عن ابن عمر قال: قام النّبيّ ﷺ في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله ثمّ ذكر الدّجّال فقال: «إنّي أنذركموه، وما من نبيّ إلّا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور وأنّ الله ليس بأعور» . «٤» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه» فهذا دليل أن التحذير من الدجال من الصفات المشتركة بين الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام.
_________
(١) رواه البخاري، كتاب الإجارة، باب: رعي الغنم على قراريط، برقم (٢٢٦٢) .
(٢) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ٦) .
(٣) انظر فتح الباري (٤/ ٤٤١) .
(٤) رواه البخاري، كتاب الجهاد، باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي، برقم (٣٠٥٧) .
1 / 64