151

شمائل الحبيب المصطفى

شمائل الحبيب المصطفى

Maison d'édition

مؤسسة العلم الشريف

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

Lieu d'édition

المملكة المتحدة

Genres

لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الحَقِّ وَلَا يُجَاوِزُهُ. الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يَقُومُ وَلا يَجْلِسُ إِلا عَلَى ذِكْرٍ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ المَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ. يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ، لَا يَحْسَِبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ فَاوَضَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ المُنْصَرِفَ عَنْهُ. وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ القَوْلِ. قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الحَقِّ سَوَاءً. مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ عِلْمٍ وَحِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَأَمَانَةٍ وَصَبْرٍ، لَا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ، وَلا تُؤْبَنُ (^١) فِيهِ الحُرَمُ، وَلا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ (^٢)، مُتَعَادِلِينَ، بَلْ كَانُوا يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ، يُوَقِّرُونَ فِيهِ الكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الغَرِيبَ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ في الشَّمَائِلِ. ٤٠٢ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁ قَالَ: «حَجَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى رَحْلٍ (^٣) رَثٍّ (^٤)،

(^١) لا تُؤْبَنُ: أي لا تُعَاب، أي لا يُغتاب أحدٌ في مجلسه. (^٢) ولا تُنْثَى فَلَتَاتُه: أي لا تُذاعُ الهَفَوَاتُ التي تحدثُ فيه. (^٣) الرَّحْلُ: ما يُوضع على البعير والناقة من أعواد من خشبٍ لِيَرْكَبَ عليه الرجال. (^٤) رَثٌّ: بَالٍ.

1 / 167