فلما سمعت هذا التعبير - وهو مما يقال للملوك - عظم الأمر عندها، لكنها كانت عاقلة تنظر
في الأمور إلى حقائقها، ولا يهمها الزخارف فقالت: «كلنا عبيد يا شوكار، وإنما سألتك لأن ركن
الدين يهمك الآن، أليس كذلك؟
فقالت وقد توردت وجنتاها من الخجل: «هبي أنه لي، فأنا لم أكن لأحصل عليه لولاك.»
قالت: «ليس هذا هو المهم في الأمر يا شوكار، ولكنني أحب قبل أن يعقد له عليك أن يأتي
عملا يوجب له الفخر على أقرانه، فإذا تزوجك بعد ذلك زاد افتخارك به.»
قالت: «الأمر لك في كل حال.» لكنها في الحقيقة لم يسرها هذا الأمر؛ لأن ركن الدين من
الأمراء المعروفين، وإذا لم يكن بد من زيادة أسباب شهرته، فليكن ذلك بعد العقد. وقد أصبحت
لفرط غبطتها بذلك النصيب تخاف أن يؤخذ منها، لكنها لم تستطع إظهار غير الرضا. أما شجرة الدر
فإنها لحظت ترددها وما خامر ذهنها من هذا الأمر، فتنهدت ونهضت وقالت: «اتبعيني يا شوكار.»
Page inconnue