داره ورئيسة جواريه.
فلما توفي الملك الصالح ضعف شأن جواريه، فتوسم سحبان بابا للنظر إلى سلافة نظر المحب
الطامع بالقرب، فاحتال يوما ببضاعة حملها إلى القصر كعادته، فلقيه أستاذ الدار وتساوما،
ولم تتأت له مشاهدة سلافة ولا مخاطبتها، وقد علمت هي بمجيئه وتجاهلت، وفي خاطرها أن تراه
ولكنها لم تكن تعرف سبيلا إلى ذلك، ولا حاجة لها إليه لأنها لم تشعر بالميل إليه.
فلما علمت بما صارت إليه شجرة الدر في ذلك اليوم، وأنهم سيحتفلون في الغد بتوليتها ملكة ،
وأن ذلك إنما جرى بسعي عز الدين أيبك - ولم تكن تخفى على سلافة علاقته الودية بشجرة الدر -
هبت نيران الغيرة في قلبها، وأصبحت تتقلب وتتعذب كأنها على قطع الجمر، وأخذت تفكر في إيقاع
الأذى بشجرة الدر، لا لسبب غير الغيرة، فإنما لذتها أن ترى تلك النعمة قد زالت عنها. ذلك هو
داء الحسد العضال، وبين مرضاه من يفضل أن يشترك هو نفسه في الأذى الذي ينوي إيقاعه بمحسوده
Page inconnue