وصاحت فرانسي من الفرح حين رفعت جدتها الإناء، ولمعت الشمس من خلاله لتصنع على الجدار المقابل قوس قزح عريضا صغيرا، وابتسمت ماري مع الطفلة، وجعلت قوس قزح يرقص على الجدار.
وقالت: ما أجمله! ما أجمله!
وردت فرانسي قولها رافعة يديها: ما أكمله! ما أكمله!
وسمحت لها ماري بأن تحمل الإناء الذي امتلأ إلى نصفه، على حين ذهبت لتساعد كاتي، وخاب أمل فرانسي حين اختفى قوس قزح من فوق الجدار، وظنت أنه ربما يكون مختفيا في الزجاجة، فأفرغت الماء المقدس في حجرها ، متوقعة أن ينزلق قوس قزح من الزجاجة ، ولاحظت كاتي من بعد أنها قد ابتلت فبدلت ملابسها في رفق، وأخبرتها أنها أصبحت أكبر سنا من أن تتبول في سروالها، لكن ماري أوضحت ما كان من أمر الماء المقدس. - إيه! إن الطفلة باركت نفسها، وإن صفع الطفل على ردفيه يأتي من البركة.
وهنالك ضحكت كاتي، وضحكت فرانسي؛ لأن أمها كفت عن الغضب، وكشف نيلي عن ثلاث أسنان وهو يضحك في طفولته، وابتسمت ماري لهم جميعا، وقالت: من حسن التوفيق أن يبدءوا الحياة بالضحك في البيت الجديد.
واستقر متاعهم بالبيت حين حل موعد العشاء، وبقي جوني مع الطفلين، على حين ذهبت كاتي إلى حانوت البقالة لتفتح حسابا، وأخبرت البقال بأنها قد انتقلت لتوها إلى الحي، فهل له أن يثق بها فيعطيها بعض البقالة القليلة، حتى يجيء يوم السبت الذي تتسلم فيه أجرها؟ ووافق البقال وأعطاها كيسا من البقالة ودفترا صغيرا سجل فيه دينها، وطلب منها أن تحضر الدفتر معها في كل مرة تأتي لتشتري «على الحساب»، وضمنت الأسرة بهذا الإجراء اليسير طعامها حتى موعد تسلم الأجر المقبل.
وقرأت كاتي للطفلين بعد العشاء حتى ناما، قرأت صفحة من مقدمة شكسبير ومقتطفات من الإنجيل، وكان عليها أن تشير إلى الموضع الذي بلغته في القراءة، ولم يفهم الطفلان ولا كاتي شيئا من الموضوع كله، وغلب على كاتي النعاس من القراءة، لكنها أتمت الصفحتين في عناء، وغطت الطفلين بعناية، ثم ذهبت هي وجوني إلى فراشهما أيضا، وكانت الساعة قد بلغت الثامنة فحسب، لكنهما كانا يشعران بالتعب من مشقة الانتقال إلى السكن الجديد.
ونامت أسرة نولان في بيتها الجديد في شارع لوريمر الذي كان هو الآخر في حي ويليمسبرج، ولكنه كان قريبا جدا من بوابة منطقة جرينبوينت.
13
وكان شارع لوريمر أكثر رقيا من شارع بورجارت، يسكنه سعاة البريد، ورجال المطافئ وأصحاب الحوانيت الذين كانوا أيسر حالا من أن يسكنوا الحجرات الخلفية من مخازنهم.
Page inconnue