فهتف الناس بانجذاب: الله أكبر .. الله أكبر. - خلقت الدنيا من جديد، بنورها وناسها، فلتتقبلني خادما لضريحك يا طبيب القلوب. - تبارك الله القادر على كل شيء. - المنة لله، ما أحلى النور عقب الظلام! - تبارك الروح الكريم!
وسأله رجل ممن يقفون في الصف الأول: ماذا وجدت في الداخل؟ - رأيت الروح يرسف في الأغلال!
فتساءل شاب الأمس بذهول: ماذا قيدها بعد أن أطلقتها بيدي؟ - قد أخبرت بما رأيت.
وتتابعت الاستغاثات من الحناجر: أتم نعمتك يا طبيب القلوب . - يا مفرج الكروب. - يا ناصر الضعفاء والفقراء.
وظهرت الفتاة في الباب كما ظهرت أمس، ودوى المكان بالتهليل والتكبير. - ها هي الروح المباركة. - ترقبوا مزيدا من البركات. - طوبى للفقراء!
وتساءلت الفتاة: أين أنا؟
فاستبقت أصوات تجيب: في الأرض التي اخضرت بجودك. - ماذا أرى؟ - شعبك الشكور.
فقالت بألم: كادت الأغلال تكتم أنفاسي!
فارتفعت الأصوات غاضبة تتساءل: من المجرم الأثيم؟ - من الجاني الشرير؟ - من عدو الأرواح؟
فقالت الفتاة وهي تلحظ المحدقين بها في يأس: رماني في الأغلال صديق لا عدو، وبحسن نية لا بسوء طوية!
Page inconnue