فتساءل خادم الضريح بانزعاج: أي ظلم! إنها صعلوكة شريرة قطاعة طريق !
فقال الشرطي: الظلم أن توزع الغنيمة علينا بالتساوي!
فوجم الرجلان وقال الولي: لولا صداقتنا الوطيدة لقمنا بالمهمة وحدنا. - لولا الضرورة ما لجأتم إلي! - لا تكن سيئ الظن أيها الصديق. - لي النصف ولكل منكما الربع. - لا تغال أيها الصديق. - لا تبددوا الوقت هباء ...
وصمت قليلا ثم استدرك: ولكن يلزمنا مثمن! - مثمن؟! - للوزن والتقييم والفحص. - ترى هل يفعل ذلك لوجه الله؟ - ماذا فعلت أنت لوجه الله؟ - ولكن سينقص ذلك من نصيب كل منا؟ - من نصيب كل منكما! - يجب أن نتحمل العبء الجديد بالتساوي. - أنت تتناسى أنك تخاطب القانون! - الرحمة أيها الصديق. - القانون لا يغمض عينيه بلا ثمن.
فقال الولي: أنا صاحب اللقية.
وقال خادم الضريح: أنا صاحب الضريح.
فقال الشرطي بحدة: أهناك رحمة أعظم من أن أهبك ثروة بدلا من أن أسوقكم إلى السجن؟!
فهبط عليهما صمت واجم مثقل بالتسليم. وتسلم الشرطي الكنز، فاقترح أن يذهب إلى المثمن، ولكن الرجلين أصرا على اصطحابه. وفيما هم يهمون بالذهاب جاء عجوز ضرير قابضا على يد شاب ضرير، يتلمس طريقه نحو الضريح، فعدل الرجال الثلاثة عن الذهاب حتى تطمئن قلوبهم. بلغ العجوز باب الضريح فبسط راحته عليه وتساءل بصوت مرتفع: أين خادم الضريح؟
فأجاب الشرطي: الظاهر أنه مريض، اذهب الآن وعد غدا.
ولكن العجوز قال: الباب المغلق لن يسد سبيل الرحمة، إن الرحمن أمر بها.
Page inconnue