Célèbres femmes dans le monde islamique
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
وقد شكا زوجات النبي من تحري المسلمين يوم عائشة لهداياهم، فاجتمعن إلى أم سلمة التي تقدمت بذلك إلى الرسول ورجته أن يخطر الناس بذلك فقال لها: «لا تؤذونني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.»
لم تيأس أم سلمة من هذا الإخطار النبوي، بل عادت إلى تحقيق أملها وتوسلت هذه المرة بفاطمة الزهراء التي جاءت إلى أبيها تخبره بذلك، إلا أن الرسول
صلى الله عليه وسلم
سألها: هل تحبين من أحبه، فلما ردت عليه بالإيجاب قال لها: إذن أحبي عائشة.
قد كانت لعائشة منزلة سامية في نفسه حتى كان
صلى الله عليه وسلم
يقول لزوجته الطاهرة: إن حبه لها كالعروة الوثقى لا انفصام لها، فكانت السيدة عائشة تسأله من حين لآخر، اطمئنانا على مكانة هذه المحبة فتقول: كيف حال العروة يا رسول الله؟ فيجيبها: إنها على حالها لم تتغير ولم تتبدل، وقد أثرت تعاليمه العالية في نفسها الكريمة وجدت منبتا صالحا حتى تشرب قلبها النبيل مبادئ الزهد والقناعة، فكان عروة بن الزبير يقول عنها: «رأيتها تتصدق بسبعين ألف درهم في سبيل الله وهي في قميص خلق.» وأخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: «أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت.» •••
للسيدة عائشة ميزة خاصة وشرف وجلال بين مخدرات العالم الإسلامي لم تتوفر لسواها من السيدات؛ فقد كانت أديبة لبيبة، عالمة، خطيبة، شاعرة، من أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة، وعنها يقول عروة بن الزبير: «ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.»
يا له من فخار تحوزه السيدة عائشة، تلك التي استطاعت في فترة كبيرة من حياة الرسول الشريفة أن تدخل عليه السرور والراحة وتغمر قلبه بالغبطة والأنس، فكانت أمام عينيه الشريفتين التمثال المجسم للسعادة، وما كان ينقصها في حياتها تلك إلا أن تكون أما لئلا تحرم من التكني باسم طفلها، إلا أن فخر الكائنات لم يدع سبيلا إلى غمها من هذا القبيل فكناها بابن أختها عبد الله بن الزبير؛ إذ كان قد درج في البيت النبوي وشب بين أحضان العائلة النبوية المطهرة.
افتتن الرسول بخصالها الممتازة فتعلق قلبه الطاهر بحبها، حتى كان أنس بن مالك يقول: «أول حب ظهر في الإسلام حب الرسول
Page inconnue