Célèbres femmes dans le monde islamique
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
القريبة من المدينة المنورة، فلبث فيها بضعة أيام يستريح من وعثاء السفر وأسس مسجد قباء وهو أول مسجد في الإسلام، ووفد عليه وهو مقيم بهذه القرية الأنصار الكرام، يتشرفون بنور طلعته ويهنئونه بسلامة الوصول إليهم، وكان بينهم حسان بن ثابت شاعر المدينة المفلق فمدحه بقصيدة بليغة، ووصل سيدنا علي إلى زمرة الركب في قباء بعد أن سلم ما كان في عهدته من الأمانات إلى أربابها كما أوصاه الرسول، وتحرك الرسول منها في يوم الجمعة ومعه مائة نفر من أهل الإسلام فأدركته الصلاة فصلاها في بطن وادي «رانوناء»، وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة
3
وختمها بخطبة بليغة قال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
أيها الناس، إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين؛ بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
وبعد أن قرأ خطبة أخرى ركب يريد المدينة، وكان كلما حاذى أو مر على دار من دور الأنصار اعترضوه ولزموا بزمام ناقته يقولون: هلم يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى القوة والمنعة. فيقول لهم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة.
وقد أرخى لها زمامها وما يحركها وهي تنظر يمينا وشمالا والناس حولها حتى بركت حيث بركت على باب مسجده، ثم ثارت وهو عليها، فسارت حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري، ثم التفتت يمينا وشمالا ثم ثارت وبركت في مبركها الأول وألقت جرانها بالأرض وأرزمت، فنزل عنها وقال: هذا المنزل إن شاء الله تعالى.
فاحتمل أبو أيوب رحله وأدخله بيته، وعلى هذا الوجه الجميل أرضى الرسول جميعهم ولم يصدع خاطر أحدهم.
ولم يفرح أهل المدينة بشيء مقدار فرحهم برسول الله
Page inconnue